أشغال الجمعية العامة مرت كسائر الدورات السابقة “المتمرّدون” يرفعون الراية البيضاء مرّت أشغال الجمعية العامة العادية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم كسائر الدورات السابقة سواء العادية منها أو الانتخابية، ولم تشذ دورة الأمس بفندق “الهيلتون” بالجزائر العاصمة عن القاعدة، كون المتمرّدين من رؤساء الأندية الذين هدّدوا بالتصعيد يوما قبل ذلك خلال أشغال مماثلة للرّابطة، رفعوا الراية البيضاء وهم يلتقون بمن وصفوه ضمنيا بالمهيمن على كل شيء. تواجُدُ محمّد روراوة وجها لوجه مع منتقديه من رؤساء الأندية وضع حاجزا بين هؤلاء وبين الشجاعة التي انطفأ بريقها بسرعة البرق، وتأكد خلال أشغال الدورة العادية الهادئة للفاف ما ذهب إليه رئيس اللّجنة الفدرالية للتحكيم بلعيد لكارن حين دعا منتقدي الحكّام المطالبين بسحب تسيير اللّجنة الفدرالية منه، إلى مواجهة الرئيس محمّد روراوة بأقوالهم، بدليل أن هدوء القاعة لم يكسره سوى استرسال رئيس الاتحادية في الكلام ولو بصوت خافت أحيانا، وهو يلخص نشاط الاتحادية في مجموعة من المحاور التي بدا واضحا أن أغلب الحضور بل جميعهم لم يكن يصغي لفهم ما يقوله رئيس الاتحادية حتى يستوقفه ويطلب منه توضيحات، بل حتى ينتبه لانتهاء كلامه ويسارع بالتصفيق ورفع يده عاليا مؤيدة لكل ما يقوله ويفعله الرئيس دون مناقشة. ولم يختلف أمس مشهد أشغال الجمعية العامة للفاف عن سابقاتها في عهد الرئيس الحالي، حيث مرر رئيس الفاف محمد روراوة حصيلته الأدبية والمالية لسنة 2013 دون أدنى اعتراض. واستغرق روراوة قرابة الساعة من الزمن وإلى جانبه الأمين العام نذير بوزناد في تعديد “الإنجازات” المادية والفنية والبشرية التي تحققت خلال الموسم الماضي والتي يستهدف الوصول إليها خلال العام الجاري. وضرب روراوة مثالا ب “إنجازاته” بالمستوى الذي وصلت إليه اللجنة القانونية للفاف التي صارت مصدر تشريع أساسي لاتحاديات كروية أخرى تعتمد عليها كمرجع لوضع اللوائح والقوانين الأساسية الخاصة بها. كما أسهب روراوة في الإشادة بالمركز التقني لسيدي موسى الذي عرف عملية تجديد وتوسعة مست العديد من المرافق، مع إطلاق مشاريع أخرى منها إنجاز ملعب تدريب خامس، الأمر الذي سيتيح للفاف استقبال عدة منتخبات في نفس التوقيت، كما تطرق روراوة للاستثمارات الخاصة بالفاف، وأهمهما مشروع الفندق الملازم لمقر الاتحادية بدالي ابراهيم الذي سينجز وفق المقاييس العالمية، على أن يوكل تسييره لإحدى الشركات العالمية المختصة مثل الشيراتون أو الهلتون، إضافة إلى ذلك تسعى الاتحادية لإنشاء مركز طبي خاص على شاكلة مركز “أسبيطار” القطري. كما تطرق روراوة لعمل المديرية الفنية الوطنية التي تعرف غياب مسؤولها الأول سعيد حدوش بسبب معاناة زوجته من مرض خطير، مبرزا النتائج المحققة على مستواها خاصة مع مختلف الدورات التكوينية للمدربين، مع الاهتمام بتكوين المحضرين البدنيين في سابقة أولى من نوعها. وأوضح عضو المكتب التنفيذي للفيفا الاهتمام البالغ الذي يوليه بالمناسبة بالمنتخب الأولمبي، أن هدف التأهل لنهائيات أولمبياد البرازيل 2016 سيكون أحد أبرز الأهداف الخاصة بالفاف خلال الفترة المقبلة، ليتطرق لمشاركة الأندية الجزائرية في المسابقات القارية، ويجدد بالمناسبة تأكيده على أنها “لا تملك حاليا المستوى للتنافس على الألقاب القارية”. “الفاف” تقدّم دروسا حول التحكيم عبر التلفزيون وراح رئيس الاتحادية وهو يتحدث بطريقة هادئة توحي بأن الرجل مقتنع بأن لا معارض في القاعة يمكن أن يعكّر صفو الأشغال أو يحرجه بأي سؤال أو حتى يجرأ على إعادة سيناريو أشغال الرابطة أمامه، يوجّه انتقادات مباشرة لبعض رؤساء الأندية، مدافعا بذلك عن بلعيد لكارن وعن كل الحكّام، حيث قال روراوة أمام الحضور “هناك من الرؤساء من لا يفرّق بين وضعية التسلّل الحقيقية والوضعية التي لا يمكن اعتبار أن اللاّعب المتسلّل يؤثّر على اللّقطة، وأمام جهل هؤلاء للقوانين فمن الطبيعي أن تكثر الانتقادات.” وواصل روراوة يقول إن ثمة أخطاء فعلا للحكّام، مشيرا إلى أن الأخطاء المتعمّدة من أي حكم لا يمكن قبولها، “وحتى تكرار الأخطاء عرّضت الحكّام لعقوبات قاسية، لكن يجب الاعتراف بأن اللّجنة الفدرالية للتحكيم برئاسة بلعيد لكارن تقوم بعمل كبير، ولدينا عدة حكّام شبّان جامعيون يملكون كفاءة عالية.” كما اعترف رئيس الاتحادية بأن بعض الأخطاء التحكيمية أثرت فعلا في نتائج بعض الأندية، مشيرا “أفهم استياء فريق من خطأ تحكيمي ربما قضى على عمل شاق، لكن كل خطأ من الحكّام قابله عقاب”. وذهب رئيس الاتحادية إلى حد القول إن “الفاف” ستشرع في إعداد حصة عن قوانين اللّعبة “سيتم توزيعها على كل التلفزيونات ومدتها 17 دقيقة، تشرح كل القوانين المتعلّقة بالتحكيم، حتى يفهم الجميع القواعد ويفهم القرارات التي يتخذها الحكّام خلال المباريات.” وبعد المصادقة وبالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي للعام المنصرم، عرج الأمين العام للفاف نذير بوزناد ليقدم الميزانية التقديرية لسنة 2014 والتي حدد فيه مبلغ 1.597.541.844,03 دج كمداخيل موزعة، مقابل مبلغ 12.716.993.999,77 دج كنفقات بفائض مالي يقدر ب325.842.444,26 دج.