بعض الناس يتركون الجوهر ويتمسكون بالحديث عن الشكل، من ذلك مثلا ما سمعناه من السياسيين وأشباه السياسيين من حديث عن مخالفة الرئيس للإجراءات القانونية التي يحددها القانون لأداء التصويت. فقالوا إن الرئيس لم يلمس أوراق التصويت، ولم يختل لوحده في غرفة الاختلاء للتصويت. فلم يمارس التصويت السري بل شاركه فيه غيره. وعندما يكون القاضي الأول في البلاد ولا يحترم إجراءات التصويت فكيف يكون الأمر عند الرعية؟ǃ الآن يجري أيضا حوار بيزنطي: هل يؤدي الرئيس اليمين الدستورية قاعدا أم واقفا.ǃ وهل باستطاعته أن يردد النص القانوني للقسم وراء رئيس المحكمة العليا كما ينص على ذلك الدستور؟ǃ كل هذا عملية إغراق الناس في الحوار حول الشكليات، أما الجوهر فلا حديث بشأنه: أولا: هل السلطة في الجزائر تعمل في إطار الدستور وأحكام الدستور حتى نطالبها باحترام الشكليات الدستورية.. الحكومة منذ 6 أشهر لم تجتمع ولو شكليا، ولها أكثر من سنتين لم تجتمع موضوعيا، لأن الرئيس في العهدة الثالثة قد أدى يمينا غموسا.. حلف بأن يحترم الدستور فقام بتغيير وعفسه وقال: إنه لو غيره بالشعب لرفض التغيير.ǃ ويعتبر ذلك عملا دستوريا؟ǃ جمد الحكومة بعد أن نزع منها صلاحياتها، وابتذل الرئاسة عندما أصبح يسير البلاد من مستشفى دولة أجنبية أو من غرفة نومه في البيت؟ǃ عفس الدستور عندما قام بكسر عظم المجلس الدستوري وترشح وهو على كرسي متحرك؟ǃ ويؤدي عليه يمينا غموسا هي أخطر من يمين الشاذلي على المصحف المقلوب؟ǃ السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يتعب الرئيس نفسه ويتعبنا معه ويقوم بأداء القسم الدستوري مادامت يمينه الدستورية من نوع اليمين الغموس كما يقول فقهاء الدين؟ǃ ما الفائدة من الإجراءات الشكلية للدستور مادام الجوهر لم يحترم من طرف الرئيس.؟ǃ لماذا نتحدث عن تزوير الانتخابات.. والحال أن عملية الترشح نفسها لهذه الانتخابات كانت مزورة؟ǃ هل لو كانت الترشيحات دستورية وجرت وفق القانون هل بإمكان الأرانب التي ترشحت مع الرئيس المزور لترشيحه أن يترشحوا؟ǃ لا يمكن لأي عاقل أن يتحدث في الجزائر عن القانون والدستور وعن المؤسسات الدستورية التي انتهت عمليا.. لا شكليا ولا جوهريا.ǃ والبلاد كلها تسير بمنطق البلطجة السلطوية ولا مكان فيها للقانون، هل مازلنا دولة فيها رئيس يؤدي اليمين الدستورية ولو شكليا ونحن نعيش الفراغ المؤسساتي القاتل الذي جعل فرنسا ترق لحالنا وتطلب تعيين نائب للرئيس لملء هذا الفراغ الذي أحدثه رئيس العهدة الرابعة؟ǃ