استيقظ سكان ولاية مستغانم صباح أمس على وقع هزتين أرضيتين قويتين، الأولى سجلت في حدود الساعة 4:47 دقيقة بقوة 4,1 درجة على سلم ريشتر، والثانية في حدود الساعة 6 و22 دقيقة بقوة 5,2 حدد مركزها بدائرة بوقيراط، وخلّفت خسائر مادية معتبرة وبعض الأضرار الجسيمة في المباني الهشة. وسارعت لجنة محلية بكل من بوقيراط ومستغانم لإحصاء الأضرار المادية في المباني الناجمة عن الهزتين من تصدعات وأخاديد وشقوق بالجدران والسقوف، دون أن تخلّفا انهيارات كلية بالبنيات الهشة سوى سقوط سقف منزل بحي المطمر بمدينة مستغانم. كما تضررت متوسطة الترفاس ببلدية بوقيراط وظهرت للعيان بجدرانها تشققات وتصدعات، وحفاظا على أمن وسلامة التلاميذ لم تسمح لهم الإدارة بالالتحاق بمقاعد الدراسة. وخلّفت الهزّتان حالة خوف وهلع لدى سكان إقليم الولاية وبدرجة خاصة بعد الهزة الثانية، إذ غادروا منازلهم في حالة ذعر مهرولين للشوارع بكل من دوائر بوقيراط وعين تادلس وخير الدين وحتى ببعض الأحياء الشعبية القديمة بمدينة مستغانم، ما تسبّب في إصابة بعضهم بجروح طفيفة. رغب وسط سكان القرى بغليزان عاش سكان العديد من دواوير سيدي سعادة بغليزان، فجر أمس، حالة من الرعب الذي دفعهم إلى إخلاء بيوتهم منذ الهزة الأولى، حيث كانت الفضاءات المفتوحة المحاذية للدوار ملاذا لهم، وزادت مخاوفهم بتسجيل الهزة الأرضية الثانية. وقال العديد من المواطنين، الذي اتصلوا ب«الخبر”، إن بيوتهم تأثرت بشكل كبير، حيث تصدعت الجدران، وهو الوضع الذي عاشه سكان دواوير أولاد بصافي وأولاد بخدة والعاقيبية. وبالمقابل، نصب على مستوى دائرة يلل 4 لجان أسندت لها مهام حصر وجرد كل الأضرار التي لحقت بسكنات المواطنين، خاصة منهم سكان دوار سيدي ويس الذي أكثر تضررا. كما هرع العشرات من سكان عاصمة الولاية غليزان، لاسيما منهم سكان العمارات، إلى خارج بيوتهم في الهزة الثانية. ويحتفظ الجزائريون في شهر ماي بأسوأ الذكريات، حيث أدى زلزال في ال21 من الشهر ذاته من سنة 2003 ضرب ولاية بومرداس ومناطق بالعاصمة، إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص وجرح 10 آلاف آخرين. تصريحات مسؤول تثير الاحتجاج أقدم المئات من سكان بلدية بوقيرات ومداشرها على غلق الطريق الرابط بين مستغانموغليزان، أمس، احتجاجا على تصريحات رئيس الدائرة للإذاعة المحلية بخصوص الزلزال الذي ضرب المنطقة صباح أمس، والذي نفى فيه تعرض السكان لخسائر مادية أو بشرية، وقال إن “الأمور على أحسن ما يرام”. هذا التصريح دفع المتضررين من الزلزال إلى غلق الطريق الوطني، وطالبوا بقدوم الوالي شخصيا لمعاينة الأضرار التي لحقت بالعديد من البيوت، خاصة القديمة منها. وحسب المحتجين، فإنهم كانوا ينتظرون من المسؤولين المحليين معاينة الأضرار في عين المكان وإيجاد حلول عاجلة لمن تصدعت مساكنهم بصفة شبه كلية، “فإذا بنا نسمع تصريحا مخالف كليا للحقيقة”.