عاش سكان حي 1600 مسكن بالسبالة بدرارية، في العاصمة، ليلة أول أمس، أجواء مرعبة إثر نشوب مناوشات بين شباب مرحلين من ديار الشمس والسفينة المحطمة ببرج الكيفان، تحوّلت مع مرور الزمن إلى مواجهات عنيفة استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء والحجارة للتراشق ما بين العمارات ومن أعلى السطوح، انتهت بتسجيل جرحى، إصابة أحدهم خطيرة، وكذا وإلحاق أضرار متفاوتة بعدة سيارات كانت مركونة بالحي. عادت المواجهات بين السكان المرحلين للحي، أول أمس، بعد أن هدأت لشهور، حيث اندلعت المشادات بين الشباب عقب مناوشات كلامية، بعد صلاة المغرب ودامت إلى الساعة الواحدة من صباح يوم أمس الأحد. وقال أحد سكان عمارات الحي في اتصاله ب”الخبر”، إن أسباب المواجهات تعود إلى صباح أول أمس، إثر تعرض شاب من حي ديار الشمس إلى اعتداء وشتم من آخرين مرحلين من الباخرة المحطمة، ما أدى بشباب ديار الشمس إلى الثأر بمهاجمة عمارات هؤلاء، مستعملين الحجارة ومختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وإشارات البواخر “السينيال”. وانتهت هذه المواجهات “العنيفة” بعد تدخل فرقة الأمن والتدخل للدرك الوطني، في حدود الواحدة صباحا، حيث أوقفت أحد الشباب يحمل سيفا، في حين لاذ بقية الشباب بالفرار. كما تم إلحاق أضرار متفاوتة بعدة سيارات، بالإضافة إلى تسجيل جرحى في صفوف المتشاجرين، إصابة أحدهم في حالة “حرجة” نقل على إثرها لمستشفى بني مسوس. وقالت العائلات إن “كابوس” اللاأمن يبقى يؤرقهم، خاصة وأنها قضت ليلة رعب حقيقية، مشيرين إلى أن عددا من العائلات تخلت عن سكناتها بسبب غياب الأمن، وأجّرتها لآخرين أو باعتها لهذا السبب فقط، وأضافوا أنهم “بالرغم من المراسلات المتكررة للجهات المعنية، وعلى رأسها الأمنية والمحلية، لكن لا جديد يذكر إلى حد الآن”. للإشارة، وبعد عودة “حرب العصابات” لأحياء العاصمة الجديدة ببراقي وجسر قسنطينة وبرج الكيفان والكاليتوس، مؤخرا، كان وزير الداخلية، الطيب بلعيز، قد راسل الولاية من أجل تزويد كل الأحياء الجديدة بمقرات أمن وتسييجها، ضمانا لأمن المواطنين الوافدين الجدد لهذه الأحياء، وكذا لمحاربة “قانون الغاب” الذي ينتهجه هؤلاء لفرض سيطرتهم على الأحياء وتغليب منطق “الحوت الكبير يأكل الحوت الصغير”.