تباينت آراء المترشحين لنيل شهادة البكالوريا حول امتحانات اليوم الثالث، إلا أن الملاحظ أن تلاميذ الأقسام الأدبية كانوا أكثر حظا من العلميين، حيث اجتازوا مادة الفلسفة التي رسمت ابتسامات على معظم الوجوه، في حين تحدث تلاميذ شعبتي العلوم التجريبية والرياضيات التقنية عن صعوبة مادة العلوم، وهي نفس الصعوبة التي تحدث عنها تلاميذ شعبة تسيير واقتصاد عن مادة المحاسبة. التحق المترشحون للبكالوريا، أمس، كالعادة بقاعات الامتحان حاملين أمل تعويض الخيبة التي تعرضوا لها أول أمس في مادة الرياضيات، فخرجوا بعد أكثر من ثلاث ساعات بانطباعات مختلفة. وخلال الجولة التي قادت “الخبر” لعدد من الثانويات بالعاصمة، التقت تلاميذ شعبة العلوم التجريبية وكذا شعبة الرياضيات التقنية، وكانت معظم التصريحات تكشف عن صعوبة الأسئلة، باستثناء حالات تعد على الأصابع ذكرت أن المواضيع المقترحة كانت في متناول الجميع. في المقابل، تحدث تلاميذ شعبة العلوم التجريبية عن صعوبة الأسئلة المقترحة، التي وضعتهم في حرج وأتعبت أذهانهم في حلها بالنظر للطريقة المتبعة في تقديمها، وأعرب من تحدثنا إليهم عن خوفهم من تأثير هذه الأخيرة على معدلهم العام. من جهتنا، اتصلنا بأحد أساتذة العلوم الطبيعية بثانوية فرانس فانون ببومرداس، بوعلام عمر، حول المواضيع المقترحة حيث أكد أن التلاميذ الذين تلقوا الدروس في الأقسام النظامية وتمكنوا من فهم مدلولها جيدا يتمكنون من حل هذه الأخيرة ولو ببذل قليل من الجهد، إلا أن من غاب منهم واكتفى بالدروس الخصوصية لا يمكنه فهم هذه المواضيع، كونها كانت تعتمد على التطبيق لفهمها، وهذا لا يمكن أن يطبق إلا في الثانويات، وبهذا ففي حال الفهم فإن التلميذ المتوسط يمكنه الإجابة عن الأسئلة والظفر بنقطة تصل إلى 12 من 20، في حين يمكن أن تصل علامة المتفوق منهم 18 من 20. في المقابل، كانت مادة الفلسفة للأدبيين فرصة لاستعادة نشوة الأمل في النجاح بالشهادة بعد نكسة مادة الرياضيات، حيث بدت ملامح الغبطة والسرور واضحة على تلاميذ شعبة الآداب والفلسفة، وأجمعت آراؤهم على أن الأسئلة كانت واضحة وبسيطة، وأعطت الفرصة للتلميذ لاختيار ما يناسبه، حيث تحدثت تلميذات بمركز الامتحان بثانوية محمد بوضياف بالمدنية في العاصمة، عن ارتياحهن لأسئلة مادة الفلسفة التي أعادت الأمل لهن في النجاح في الشهادة، وهو ما ذهب إليه الذكور أيضا. في المقابل، تباينت آراء تلاميذ شعبة الآداب واللغات حول المادة، حيث منهم من قال إن الأسئلة عادية في حين تحدث آخرون عن صعوبتها. وفي تقييمه للأسئلة، تحدث أستاذ الفلسفة بثانوية سالم علام بأولاد هداج ببومرداس، عن بساطة هذه الأخيرة، فمواضيع شعبة الآداب والفلسفة منطقية، حسبه، ومباشرة، وضمن البرنامج الذي تلقاه كل التلاميذ، حيث كان موضوع المقال الأول حول الدال والمدلول بمقال جدلي إن كانت العلاقة اعتباطية أو ضرورية، والثاني استقصائي حول العدالة ويمكن للتلميذ المستوعب للموضوع أن يثريه بالأدلة والحجج، يضيف الأستاذ، فيما تحدث النص عن الرياضيات المعاصرة.