خرج مفتي الديار الليبية الدكتور الصادق الغرياني بفتوى إباحة الجهاد ضد العناصر المقاتلة في صفوف اللواء حفتر ضمن عملية “كرامة ليبيا” العسكرية، معتبرا في حديث تلفزيوني أن “من ينضم إلى اللواء خليفة حفتر ويموت معه، يخشى أن يموت ميتة جاهلية، وكل من يقاتله ويموت فهو شهيد، وفي سبيل الله”، كما اعتبر المفتي أن الذين يقاتلون في صفوف وحدات حفتر “بغاة خارجون عن طاعة ولي الأمر الواجب طاعته شرعاً، وإنكم تقاتلون الناس ظلماً، وعلى الناس أن يقاتلوكم جميعاً لأنكم بغاة”. تأتي هذه الدعوة لمحاربة القوات العسكرية التابعة للواء حفتر بعد الدعوة التي وجهها المفتي الليبي قبل يومين إلى كل جماعة أنصار الشريعة، المتهمة بالإرهاب إلى التبرؤ من أي أعمال إرهابية ضد المدنيين، في محاولة لتخليص الجماعات المسلحة المتشددة من تهمة الإرهاب التي تلاحقهم والتي يسعى خصومهم لاستغلالها في حشد رأي عام دولي ضدهم، فيما يرى المراقبون أن دعوة أو فتوى مفتي الديار الليبية من شأنها تعميق الهوة وإعطاء شرعية دينية للجماعات المسلحة الموالية للمؤتمر الوطني العام في حربها ضد وحدات اللواء خليفة حفتر. في السياق العمليات العسكرية، ذكرت مصادر إخبارية من مدينة بنغازي قيام وحدات الطيران العسكري التابع للواء حفتر بقصف مواقع يُعتقد أنها مخازن للأسلحة تابعة للجماعات المسلحة الإسلامية المتشددة، في رد على عملية عسكرية قامت بها هذه الأخيرة لاستهداف شخصيات سياسية موالية لخليفة حفتر. في الأثناء، ذكر طارق المتري، مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا لمجلس الأمن أمس، أن الاضطرابات الأخيرة في ليبيا تسببت في تباطؤ وتيرة بعض الجوانب الهامة في عملية التحول الديمقراطي، مشيرا إلى أنها باتت تهدد مستقبل البلاد، كما كشف في سياق تصريحاته لوسائل إعلام ليبية عن تحديد موعد 18 و19 من الشهر الحالي لعقد اجتماع “موسع” لكافة الأطراف السياسية والأمنية والمجتمع المدني في ليبيا من أجل بحث سبل خروج البلاد من النفق الذي دخلته على خلفية الانقسام والتنازع على السلطة. جاءت تصريحات المتري عقب مداخلة له أمام مجلس الأمن، حيث وضح لممثلي الدول الأعضاء أن الاجتماع الذي ترعاه الأممالمتحدة ويحظى بدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا، يطمح لإنهاء حالة الانقسام والمضي في المسار الديمقراطي، في إشارة إلى احترام موعد الانتخابات التشريعية المقررة في 25 من الشهر الحالي والتي من المفترض أن ينتخب خلالها حوالي مليون ونصف ليبي لاختيار 200 نائب في البرلمان الجديد خلفا للمؤتمر الوطني العام الحالي. من جانب آخر، أكد المتري أن التحضير للاجتماع الموسع ينطلق من الأممالمتحدة لمسودة أرضية توافق يشارك فيها الفرقاء الليبيون، على أن يتم بحث ومناقشة المسودة ومن ثمة التوافق عليها خلال يومي الاجتماع، الذي يُنتظر أن يشارك فيه أكثر من خمسين شخصية سياسية وأمنية ومجتمعية اختارها متري. إلى ذلك، ذكرت الصحافة المصرية الصادرة أمس أن وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي استقبل صباح أمس السفير ديفيد ساترفيلد مبعوث الولاياتالمتحدة إلى ليبيا، في تأكيد على أن الدبلوماسيين تباحثا حول الأوضاع في ليبيا.