قالت مصادر رفيعة ل ”الخبر” إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة تهدف إلى إعادة العلاقات الأمريكية المصرية بشكل قوي، للحصول على مباركة مصرية وخليجية لضرب العراق، وأكدت مصادرنا أن أمريكا تجهز لضربة عسكرية جوية لضرب ”داعش”. أوضحت مصادرنا أن زيارة كيري للقاهرة تأتي في وقت يشوب فيه الاضطراب الموقف الخليجي تجاه ”داعش”، بخاصة المملكة العربية السعودية،التي تدعم ”داعش” في سوريا وتحاربها في العراق، وهذا ما أحدث نوعا من الاضطراب الشديد في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما جعل واشنطن تبحث عن مباركة مصرية لضرب ”داعش”، على أساس التحالف الواضح في المنطقة بين الخليج ومصر، ودعمه للقاهرة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، تضيف المصادر ذاتها. وتزامنت زيارة كيري مع المباحثات التي يجريها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل حول الوضع في سورياوالعراق. وسبق تواجد كيري بالقاهرة في أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى مصر بعد وصول المشير عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، إفراج واشنطن عن 572 مليون دولار من المساعدة المخصصة لمصر، والتي تم تجميدها شهر أكتوبر الماضي وربطها بإجراء إصلاحات ديمقراطية في مصر، والإبقاء على 70 مليون دولار فقط من مجموع المعونة العسكرية التي تبلغ 1.5 مليار دولار، قالت أمريكا إنها ستفرج عنها بحسب المسار الديمقراطي. ولم يخف مسؤول الخارجية الأمريكية قلقه تجاه العملية الديمقراطية في مصر، وكذا قانون التظاهر وأحكام القضاء، واعتبر الانتقال السياسي في مصر بأنه يمر بلحظة ”تاريخية ودقيقة”. وفي السياق، وصف السفير عبد الرؤوف الريدي سفير مصر السابق لدى واشنطن زيارة كيري بالمهمة، من حيث التوقيت والمواضيع التي تم مناقشتها مع الجانب المصري، خاصة أنها تأتي بعد تنصيب السيسي رئيسا للبلاد، وبعد فترة اتسمت فيها العلاقات المصرية الأمريكية بالبرود والجفوة، بعد تجميد أعضاء الكونغرس الأمريكي جزءا من المعونة العسكرية. واعتبر الريدي إفراج واشنطن عن جزء من المعونة العسكرية التي تم تجميدها في وقت سابق، اعترافا بالنظام المصري الجديد والتغيرات التي شهدتها البلاد، وقال ”لجنة الاعتمادات في الكونغرس الأمريكي اتخذت موقفا غير ودي في حق مصر، وعدولها عن قرار تجميد المعونة بمثابة اعتراف بالثورة المصرية والحكومة الجديدة”. وكشف سفير مصر السابق في واشنطن أن الهدف من زيارة كيري للقاهرة هو التشاور مع المسؤولين المصريين حول الوضع المتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط لما تمثله مصر والسعودية أيضا من ثقل وتأثير على الساحة، وأضاف ”هناك اختلاط وتشابك في تناول الوضع المتوتر في العراق وضرب داعش، وكذا الأزمتين السورية والليبية، حيث تواجه المنطقة توترات وأخطارا حقيقية إقليمية تهدد بحرب أهلية في العراق، وربما تصل إلى حرب إقليمية”.