رغم الصراع المديد بين البرازيلوألمانيا للهيمنة العالمية على صعيد منتخبات كرة القدم، من خلال السعي للاحتفاظ بأكبر عدد من ألقاب كأس العالم، إلا أنهما لم يلتقيا رسميا سوى مرة واحدة في المونديال في نهائي نسخة 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ويتجدد لقاؤهما اليوم بملعب مينيراو بمدينة بيلو هوريزونتي في نصف نهائي مونديال البرازيل (2014) ويطمح كلاهما للوصول إلى النهائي الحلم في ملعب “ماراكان”. حصدت البرازيل لقبها الخامس والأخير في المونديال عبر بوابة ألمانيا، بفضل الهداف الأسطوري رونالدو الذي سجل ثنائية الفوز في شباك الحارس العملاق أوليفر كان، وأضاع على “الماكينات” فرصة معادلة إنجاز “راقصي السامبا” بالفوز بأربع ألقاب. ولم يسبق للألمان أن هزموا خصمهم اللاتيني، حيث خسروا أمامه مرتين في كأس القارات، بخلاف نهائي مونديال 2002. وتلعب ألمانيا نصف النهائي في كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي في إنجاز غير مسبوق لأي منتخب في العالم، وسبق لها رفع الكأس ثلاث مرات في نسخ سويسرا 1954 وألمانيا 1974 وإيطاليا 1990. أما “السيليساو” الذي يتسلح بدعم جماهيري وأفضلية اللعب على أرضه وفي ظروف مناخية اعتاد عليها، فقد توج باللقب الأغلى كرويا خمس مرات، في السويد 1958 وتشيلي 1962 والمكسيك 1970 والولايات المتحدة 1994، وأخيرا في كوريا الجنوبية واليابان 2002. ويثق فريق المدرب يواخيم لوف في حظوظه في التأهل للنهائي والإطاحة بصاحب الضيافة، حيث يملك تشكيلة عامرة بالأسماء المتميزة القادرة على صنع الفارق، خاصة في الهجوم والوسط، وعلى رأسهم توماس مولر صاحب أربعة أهداف في المونديال، والمخضرم ميروسلاف كلوزه الذي يطمح لكسر رقم الأسطورة رونالدو كأفضل هداف في تاريخ المونديال أمام “السيليساو” نفسه، ولكلاهما 15 هدفا. ويعد كلوزه اللاعب الوحيد الذي عايش تجربة اللعب في نهائي 2002 بين جميع لاعبي المنتخبين، بينما تحقق اللقب البرازيلي على يد المدرب الحالي لويز فيليبي سكولاري. أما البرازيل، فتفتقد لخدمات نجمها الأبرز وهدافها الأول نيمار بعد تعرّضه لإصابة في الظهر ستحرمه من استكمال البطولة، وكذلك القائد وقلب الدفاع تياغو سيلفا الذي تعرض للإيقاف، لكنها تراهن على سد النقص بالشحن الجماهيري والحماس في مدرجات مينيراو. وسيعوض غياب نيمار زميله ويليان، بينما سيعوض غياب سيلفا المدافع دانتي الذي سيواجه عددا كبيرا من زملائه في فريق بايرن ميونيخ. ولم يكن أداء البرازيل مقنعا طوال البطولة، باستثناء المباراة الأخيرة أمام كولومبيا، وتم تبرير ذلك بالضغط العصبي الواقع على اللاعبين، وكادت تودع كأس العالم في الدور ال16 لولا نجاحها في ركلات الجزاء الترجيحية أمام تشيلي. أما ألمانيا، فقد بدأت المونديال بقوة، ثم هبط مستواها بالتدريج، وسط تبريرات بأن الطقس الحار أثر على مردود اللاعبين، لذا تبدو المباراة متكافئة والحظوظ متساوية بين الكبيرين لمواجهة الفائز في نصف النهائي الآخر بين الأرجنتين وهولندا غدا. رونالدو يتوقّع فوز البرازيل بهدف نظيف أعرب النجم البرازيلي رونالدو عن ثقته الكبيرة في لاعبي منتخب بلاده، من أجل تحقيق الفوز على المنتخب الألماني، وتوقّع انتهاء المباراة بهدف نظيف للبرازيل. وأضاف رونالدو قائلا: “لا شك في أن البرازيل قد فقدت نيمار، وهو الذي يعد المهاجم الرئيسي للمنتخب، لكني أعتقد أن كل اللاعبين سيبذلون أقصى ما لديهم ليثبتوا للجميع أن نيمار ليس غائباً عن المباراة”. وأكد الظاهرة رونالدو أن المباراة ستكون قوية جداً بين منتخبين من قادة العالم، مضيفاً أنه من الصعب التكهن بنتيجة المباراة، لكنه يعتقد أن البرازيل ستفوز بهدف نظيف. وأعرب النجم البرازيلي المعتزل عن ثقته الكبيرة في مدرب المنتخب فيليبي سكولاري، وأردف قائلا: “ثقتي في سكولاري لا حدود لها، أنا أعرفه جيداً، هو رائع في تحفيز اللاعبين، وأعتقد أنه سيجد البديل الملائم لنيمار”. الحكم المثير للجدل يدير مباراة البرازيلوألمانيا أعلنت الاتحادية الدولية عن تعيين حكم مباراة نصف نهائي كأس العالم بين البرازيلوألمانيا، اليوم، في شخص الحكم المكسيكي ماركو رودريغيز لإدارة المباراة. وفاجأ قرار تعيين هذا الحكم لإدارة المباراة القوية جميع المتابعين للمونديال، بسبب سوابقه في المونديال الحالي، فقد كان رودريغيز حكما لمباراة إيطاليا وأوروغواي في المباراة الثالثة في دور المجموعات. وأثار رودريغيز الجدل بمستواه وأخطائه في المباراة، حيث قام في قرار ظالم بطرد ماركيزيو لاعب المنتخب الإيطالي لتلعب إيطاليا منقوصة العدد في معظم فترات الشوط الثاني.