تطرق مختصون من جمعية شبكة التكفل بمرضى السكري بعنابة، في ندوة نظمها مكتب “الخبر” في عنابة حول السكري وصوم رمضان نظمت نهاية الأسبوع، إلى الاحتياطات الصحية الواجب التقيّد بها بالنسبة للمعنيين بالصوم من المصابين بالسكري، تفاديا لحدوث مضاعفات. فحسب المختصة في الطب الداخلي وأمراض السكري ورئيسة الجمعية الدكتورة عبد العزيز سميرة، يسمح بالصوم لمرضى السكري الذين يتناولون الحبوب وليست لديهم مضاعفات جراء الصوم، عكس المرضى الذين يستعملون الأنسولين والممنوعون من الصوم لخطورته على صحتهم وذلك بغض النظر عن المسنين والنساء الحوامل الذين لا يسمح لهم وضعهم الصحي بالصوم. وأضافت المتحدثة “تعاليم الدين واضحة في هذا المجال، ولا ننسى أن الإسلام دين يسر وليس دين عسر، والله لا يكلّف نفسا إلا وسعها، وفي جميع الحالات لابد من العودة إلى الطبيب المعالج”. وذكرت المختصة في السياق، أن مرضى السكري الذين يصرون على الصوم رغم تحذير الطبيب يعرضون أنفسهم لمضاعفات خطيرة، من بينها الإضرار بشبكية العين، القصور الكلوي، وكذا الإصابة بأمراض القلب والشرايين. كما أشارت إلى أن تحضير الأشخاص المصابين بالسكري للصيام مهم جدا، والذي يجب أن يبدأ شهرين قبل حلول رمضان، وإذا سمح لهم الطبيب بالصوم، فهناك احتياطات لابد منها للتقليل من المضاعفات، لاسيما تناول إفطار وسحور متوازن غني بالسكريات ذات التفكيك البطيء والموجود في الأرز، الدقيق والخبز، إضافة إلى شرب الماء بكثرة، والشاي دون سكر، مع الامتناع عن المشروبات الغازية و ممارسة جهد بدني معتدل. من جهتها، ترى الأخصائية النفسانية والمثقفة العلاجية وعضو نشيط بجمعية شبكة التكفل بمرضى السكري عياد ألياء، أن الرغبات والممنوعات هي التي تبني شخصية الفرد، ويأخذها تباعا من الأسرة، ثم المدرسة فالمجتمع، دون أن تنس أهمية الجانب الروحي في تكوين هذه الشخصية. وتضيف المتحدثة، أن الصوم مفروض على المسلم، وفي حالة إصابته بمرض يحول دون قيامه بهذا الفرض،ولا يتقبل هذا الوضع بسهولة، خاصة أنه يضع في حسبانه نظرات المجتمع التي تظل تطارده وتتهمه بكونه عاص لربه على الرغم من أن الله هو الذي رخص له الإفطار، مما يتسبب له في النهاية في انعزال كلي ويعيش حياته في حالة تناقض وإحباط. أما المثقف العلاجي طهراوي سامي، فقال أن مهمة المثقف العلاجي مراقبة المرضى الصائمين، وتقديم النصائح لهم بضرورة العودة إلى الطبيب في حالة تسجيل مضاعفات.