تجاوز عدد الضحايا الذين سقطوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة مئة شهيد، من بينهم 24 طفلاً، معظمهم استشهدوا وهم داخل منازل ذويهم، بينما ناهزت حصيلة المصابين 800 شخص، أكثر من نصفهم أطفال ونساء. وبحسب حصيلة رسمية لأسماء الشهداء ال100، حصل 24 على نسخة منها، فإن 24 طفلاً استشهدوا خلال الأيام الأربعة الماضية للعدوان الإسرائيلي على غزة، من بينهم رضّع لا تتجاوز أعمارهم عدة أشهر. آخر الضحايا من الأطفال كانت الطفلة نور النجدي، البالغة من العمر 10 سنوات، وقد استشهدت إثر قصف طائرة أف ستة عشر إسرائيلية منزل ذويها في مدينة رفح، وسبقها بساعات الطفل بسام خطاف ابن الستة أعوام، وقد استشهد بقصف لمنزل في دير البلح, وسط قطاع غزة. وبدا لافتاً أن الأطفال هم أكثر من يدفع فاتورة الحرب الإسرائيلية، إذ لا تكاد تخلو عملية قصف واحدة من ظهور أسماء أطفال، حوّلت القذائف والصواريخ الإسرائيلية أجسادهم إلى أشلاء ممزقة. ولعل أكثر ما يثير سخط أهالي غزة وغضبهم هو أن معظم الشهداء من الأطفال على وجه الخصوص سقطوا في قصف منازل مأهولة بالسكان، وبدون تحذير مسبق، وهو أمر لم تكن إسرائيل تجرؤ على الإمعان في فعله سابقاً. ومن بين الشهداء الأطفال، اثنين من عائلة كوارع التي قصفت الطائرات منزلها في مدينة خانيونس، وهما حسين (13 عاماً) وباسم (10 سنوات)، وفي القصف نفسه استشهد عجوزان يبلغان من العمر 50 عاماً، هما رياض، ومحمد، وكلاهما من نفس العائلة. كذلك أدمى استشهاد الطفل محمد ملكة البالغ من العمر عاماً ونصف العام مع والدته الثلاثينية قلوب الغزيين، بعدما استُخرجا من بين الأنقاض في حي الزيتون شرق مدينة غزة، وبنفس الطريقة استشهد الطفل محمد المصري (14 عاماً) مع والدته سحر، في قصف منزلهم في بيت حانون. وفي خانيونس التي نالت النصيب الأكبر من القصف استشهد الطفل سراج عبد العال ذو الثمانية أعوام، إثر تدمير منزل عائلته أيضاً، وفي قصف لمنزل أيضاً في مدينة غزة، استشهد طفلان شقيقان هما محمد وأمير عريف، ويبلغا من العمر 13 و10 أعوام على التوالي. وحوت القائمة القابلة بطبيعة الحال للزيادة، أسماء أطفال آخرين مثل مريم ورنيم وطارق وسعد وفاطمة وعبد الله، وبسام وياسمين، ابنة الأربعة أعوام، والتي تحوّل جسدها إلى أشلاء في قصف خلال ساعات الفجر لمنزل عائلتها في بيت حانون. ومع استمرار الحرب وتزايد أعداد الضحايا، يظل كل هؤلاء مجرد أرقام، بالنسبة لوسائل الإعلام ومتابعي الأخبار في العالم، لكن بالنسبة لمن تبقى من ذويهم فإن مرارة الفقد ستلازمهم إلى الأبد، بانتظار مجيئ يوم يتوقف فيه شلال الدم، ويُحاسب من اقتلع أطفال في عمر الورود من الحياة، قبل الأوان.