قال ضحايا أعمال العنف في غرداية إن من يحكم المدينة ليس الوالي ولا قوات الشرطة والدرك الضخمة التي تنتشر في الأحياء والساحات، بل مجموعة من الناشطين عبر شبكة التواصل الاجتماعي ”فايسبوك” تقوم بدور الموجه لمجموعات الملثمين وتعمد في الكثير من الأحيان للتحريض على العنف. وعلى صعيد ميداني استعادت الأحياء الساخنة في غرداية بعض الهدوء بعد 48 ساعة من العنف، وشرعت الأسر المهجرة في البحث عن ملاذات آمنة جديدة. استعاد سكان أحياء عين لوبو وبابا سعد بمدينة غرداية صباح أمس بعض الهدوء بعد يومين عسيرين، وبعد حملة تخريب واسعة النطاق ومحاولة الأسر المهجرة من بيوتها لملة الجراح والصدمات التي لحقت بها جراء الهجمات التي وصفت بالوحشية. واستعادت الأحياء الساخنة في غرداية هدوءها بينما جاء هذا الهدوء كفرصة لقوات التدخل كي تحصل على بعض الراحة، ووصف مصدر أمني من غرداية الوضع بأن الهدوء سببه قرار المشاركين في الهجمات ضد الأحياء والمصادمات الركون لبعض الراحة بعد 48 ساعة من العنف. وشهدت مناطق عين لوبو وبابا سعد ليلة صعبة أخرى، حيث تعالت أعمدة الدخان من البيوت المحروقة طيلة ساعات الليل، وبلغ عدد الموقوفين حسب مصادر من الدرك والشرطة إلى غاية صباح يوم السبت 10 موقوفين، وجهت لهم مبدئيا تهم التجمهر المسلح وإشعال النار عمدا في أملاك الغير، وقال مصدر من ولاية غرداية إن عدد البيوت المحروقة لا يزيد عن 10، بينما تمسك الضحايا بعدد آخر هو 41 بيتا. وطلب عدد من ضحايا أعمال العنف في غرداية قطع الإنترنت عن المدينة إلى غاية توقف العنف بشكل تام، وأشار الضحايا في شكوى جديدة إلى أن 90% من الجرائم التي وقعت تم التحريض عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأضافت ”لا يمكن وقف العنف دون توقف التحريض عبر الإنترنت”، وكشف والي غرداية في تصريح أدلى به يوم الخميس الماضي أن مصالح الأمن ستتصدى للجريمة الإلكترونية، في سياق حديثه حول تجدد أعمال العنف في غرداية، وقال عدد من ضحايا أعمال العنف إن هذا التصريح جاء متأخرا لأن الجريمة الإلكترونية تمكنت في ظل عجز السلطات عن السيطرة على الوضع وتوجيه مسار الأحداث إلى الوجهة التي تريد، ولم تتمكن السلطات طيلة 8 أشهر من السيطرة على الوضع في مدينة غرداية، وفي كل مرة يتوصل فيها المسؤولون إلى تسوية بين طرفي النزاع أو يفرضون إجراءات أمن في أحياء المدينة، تعود دوامة العنف من جديد. والسبب حسب عدد من ممثلي ضحايا أعمال العنف هو سيطرة بعض مجموعات فايسبوك على الشارع وتوجيهها للشباب ونشرها معلومات غير دقيقة وأحيانا منتقاة وخارجة عن سياقها، بل إن بعض المجموعات نشرت معلومات كاذبة في الكثير من الأحيان من أجل تأجيج الصراع والتحريض على القتل والتخريب والكراهية.