اتخذ رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عيسى حياتو، موقفا معاديا لترشّح الجزائر لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017، بسبب خلافه مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمّد روراوة، وكشف الكامروني حياتو عن موقفه صراحة لروراوة على هامش الإعلان عن البلدان الثلاثة التي ستحتضن دورات 2019 و2021 و2023 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبيبا. كشف مصدر عليم بأن لقاء جمع حياتو وروراوة بأديس أبيبا كان يهدف إلى إذابة الجليد بينهما للاتفاق على نيلهما على التوالي شرف احتضان دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا، واغتنم حياتو ذلك اللقاء بروراوة ليحدّثه بصراحة عن موقفه تجاهه وتجاه ترشّح الجزائر للظفر بتنظيم دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا، حيث أكد حياتو لرئيس “الفاف” بأنه لن يغفر له سعيه الإطاحة به من على رأس “الكاف” والتخطيط لتولي رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بدلا عنه. رئيس “الكاف” لم يقتنع بتبريرات روراوة وحاول روراوة جاهدا، وهو يخاطب حياتو، تبرير موقفه ونفي كل ما نُسب إليه من أخبار من الصحافة الجزائرية التي تحدثت في مناسبات كثيرة عن رغبة روراوة في تولي منصب رئيس “الكاف” بعد حياتو، غير أن الكامروني لم يقتنع بكل ما قاله له روراوة، رغم أن رئيس الفاف نفى في ندوة صحفية بالجزائر نيته في خلافة حياتو على رأس “الكاف”، ليضيف حياتو وهو يخاطب روراوة بأنه يدرك تماما بأن ما كتبته الصحافة الجزائرية لم يكن اجتهادا إعلاميا أو تخمينا، بل هو صادر من شخص له مصلحة كبيرة، وكان ذلك اتهاما مباشرا من حياتو لروراوة على أنه هو الذي يقف وراء ترويج تلك الأخبار للصحافة الجزائرية، أو على الأقل أن ما كتبته الصحافة الجزائرية هو تعبير صادق عن رغبة روراوة فعلا في خلافته (حياتو) في أقرب وقت على رأس “الكاف”. وذهب الكامروني عيسى حياتو، يضيف مصدرنا، إلى حد التأكيد على مسامع روراوة بنبرة حادة تحمل رسالة الطلاق النهائي بين الرجلين، بأنه سيحرص شخصيا على عدم نيل الجزائر شرف احتضان “كان 2017” بدلا من ليبيا، بل أن حياتو أعلن بأنه سيعمل على أن ينال هذا الشرف أي بلد إفريقي حتى ولو كان لا يتوفر على المعايير والشروط المطلوبة، حتى يحول دون ظفر الجزائر بشرف تنظيم الدورة عقابا لرئيس “الفاف” محمّد روراوة على تخطيطه للإطاحة به. الإعلام الجزائري وموقفه من الأفارقة وحادثة إيبوسي.. أسباب أخرى وذكر مصدرنا أيضا بأن حياتو سرد أسبابا أخرى أثّرت على موقفه من الجزائر، منها الإعلام الجزائري وطريقته في التعامل مع الأخبار المتعلقة ب”الكاف” والاتحادات الإفريقية، ملمّحا بأن الإعلام الجزائري يتحامل كثيرا في كتاباته عليه وعلى كل الاتحادات والأندية الإفريقية، مضيفا أيضا بأن مقتل مواطنه ألبير إيبوسي في الجزائر، هي أحد الأسباب أيضا التي ستجعله يقوم بكل شيء من أجل منع الجزائر من خلافة ليبيا. وأمام اقتناع روراوة بأنه خسر حياتو نهائيا كحليف، أبلغ رئيس “الفاف” وزير الرياضة محمّد تهمي هاتفيا بعدم الجدوى في التنقّل إلى أديس أبيبا، وأشعره أيضا بأن الجزائر خسرت كل شيء بسبب موقف حياتو، حتى “كان 2017”، وهو ما يفسّر، يضيف مصدرنا، تملّك الغضب الوزير تهمي الذي أعلن بأنه سيحاسب رئيس “الفاف” قريبا، من باب أن تهمي أدرك بأن خلاف روراوة مع حياتو الشخصي، هو الذي رهن حظوظ الجزائر في نيل شرف احتضان دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا. وإذا حدث وأن حرم حياتو الجزائر من خلافة ليبيا في “كان 2017”، فإن الكامروني حياتو سيكون ثاني رئيس ل”الكاف”، بعد الإثيوبي تيسيما، حسب روراوة، يحرم الجزائر من تنظيم دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا، كون رئيس “الفاف” أسرّ في وقت سابق بأن الإعلام الجزائري تسبّب في حرمان الجزائر من تنظيم “كان 1988” التي عادت إلى المغرب، بسبب موقف تيسيما من الإعلام الجزائري وقتها، ولم تنظّم الجزائر الدورة النهائية، سوى في 1990 في عهد الكامروني عيسى حياتو. ويعتقد روراوة اليوم جازما، بأن قطع خيط المودة بينه وبين حياتو، وما ترتّب عنه من خسارة الجزائر المحتملة لتنظيم “كان 2017”، يتحمّل مسؤوليته الإعلام الرياضي الجزائري.