خمس سنوات منذ أن فقدت “الخبر” ابنها الذي فضل الصحافة على التعليم، فمات فيها وأماته ألمه وألمها في جزائر دفع فيها الصحفيون ضريبة الموت والقنوط، وحال صحافة لم يتغير على ما تركه شوقي، وواقع صحفيين، وحده فندق المنار بالعاصمة يُسبّح فيه بآلام سريعة وكثيرة وآمال بعيدة ومؤجلة، تماما كما لم يؤجل الموت، رحيل عمر أورتلان وعثمان سناجقي ومحي الدين عامر واحميدة غزالي وجابر جدّي رحمهم الله. هذه المرة، كاد سقم الوطن ينسى إحياء الذكرى لولا أن من بين الصحفيين في “الخبر” من مازال يحتفظ بالذاكرة، أو ليس لأن روح شوقي بقاعة تحرير القسم السياسي، تأبى أن تفارق مكتبه؟ ربما السبب كان ذاك، وربما لأن النهاية التراجيدية لمدني تجعل من نسيان الذكرى عصيّ حتى على هؤلاء الذين يريدون محو صورته من ذاكرتهم، مثلما لا يمكن أن ينسى مشوار شوقي الإعلامي من أسبوعية “المنتخب” الرياضية، ثم “المساء”، قبل أن يلتحق في التسعينيات ب«الخبر” التي تألق بها وكان من أعمدة قسمها السياسي، قبل أن ينتقل إلى “وقت الجزائر” التي كانت آخر محطة إعلامية في مشوار الرجل وفي حياته الدنيا التي اقتطف منها 53 عاما، كانت بعمر زهور لا تذبل.. وفّق الله ابنك نزيم وابنتك ريم، كما كنت تتمنى.. رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه يا شوقي.