عادت جائزة “ايسكال” الأدبية، التي يمنحها نزل “سوفيتال الجزائر”، للروائي كمال داود عن عمله الصادر عن دار “البرزخ” بعنوان “ميرسو.. التحقيق المضاد”، بينما حاز الكاتب محمد مقني على جائزة “اختيار القلب” بفضل روايته “شارع الحيرى”، الصادرة عن منشورات “الشهاب”. وقال الروائي كمال داود، أمس، خلال تسلمه جائزة “ايسكال” الأدبية بنزل “سوفيتال الجزائر”، إن روايته “ميرسو.. التحقيق المضاد”، ليست رواية عن ألبير كامي، موضحا أنه لا يعتبر نفسه روائيا متأثرا بكامي، وقال :”أعتقد أن كامي له ما يكفي من الأتباع والمريدين الذين يحجون للمدن التي عاش فيها، للدفاع عنه”. واعتبر داود أن روايته المرشحة حاليا لجائزة “الغونكور” الفرنسية تبحث عن شخصية العربي التي أهملها كامي في روايته “الغريب”، وأدرجها ضمن روايات ما بعد الكولونيالية التي تستذكر الشخصية المحلية، على خلاف الرواية الاستعمارية التي تنكرها نكرانا تاما. ومن جهته، عبّر محمد مقني، الفائز بجائزة “اختيار القلب”، عن سعادته بالجائزة، في وقت لم يكن ينتظر أن تنال روايته “شارع الحيارى” اهتمام أعضاء لجنة التحكيم، وبالأغلبية الساحقة، رغم انكسارها للموضوع، وتوقفها عند السخرية والمبتذل. وقال مقني، الذي سبق له وأن فاز بجائزة “مدينة الجزائر” عن روايته “جمالية الجزار” المترجمة إلى الايطالية، إنه فضل تناول ظاهرة عادية بغية الابتعاد عن موضوع السياسة الذي تناولته الرواية الجزائرية بشكل أصبح يثير نفور القراء. وتساءل مقني خلال كلمته: “ما الذي يدفع الكاتب للاهتمام بالعلاقة بين رجل وكلبة متشردة، إن لم يكن تلبية نزوة حرية الإبداع، التي تحتل عندي مكانة تساوي مكانة حرية الكلمة أو الحركة”. وختم مقني كلمته قائلا: “روايتي القادمة سوف تسير في اتجاه جمالية المبتذل وعديم المعنى، لأنها تعد بالنسبة إلي بمثابة الطريقة المثلى للذهاب إلى ما هو أساسي”. وشاركت في المسابقة ثمانية أعمال روائية صدرت السنة الماضية، ويتعلق الأمر بكل من سمير تومي وليلى نقاش ورشيد مختاري وعبد الرحمان ميخيلاف ونزيم بن حبيب وجميلة لونيس بلحاج وكمال دواد ومحمد مقني. وفاز بالجائزة في دورتها الأولى السنة الماضية كل من سارة حيدر وحبيب أيوب. وخلال اللقاء تأسف الروائي أكلي تاجر عن عدم تمكن لجنة جائزة “ايسكال” الأدبية من التوصل إلى إدراج جائزة خاصة باللغة العربية، وأرجع ذلك إلى طلب بعض الكتاب المعربين للمكافأة المالية، وهو ما اعتبره تاجر “غير معقول”. يذكر أن الجائزة يرعاها فندق “سوفيتال الجزائر” بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، وبرعاية “ايغل أزور” وبنك “بي آن بي باريبا” و«غراس سافوي ألجيري سيرفيس”.