اعترف الرائد لخضر بورڤعة، عضو مجلس قيادة الولاية الرابعة، في شهادات جديدة له، بأنه لم يبق أي أثر ل”المنطقة المستقلة للجزائر”، التي يقول المجاهد ياسف سعدي إنه كان مسؤولا عنها. وقال “إن هذا الشخص لم يظهر عنه أي خبر طيلة الفترة الممتدة بين 1956 إلى 1960، وعثر عليه بنواحي المدية في السجن”. واستغرب تنكر هذا الرجل للمجاهدة لويزات إيغيل أحريز وقال عنها إنها تربت معه في منزل واحد. أوضح الرائد لخضر بورڤعة، في حوار خص به قناة “الخبر” (كي بي سي)، أمس، بمناسبة مرور ستين سنة على اندلاع الثورة التحريرية، أن الثورة الجزائرية مرت بثلاث مراحل، بينها المرحلة الأولى التي امتدت من أول نوفمبر إلى غاية 1956 التي وصفها بالمرحلة الصعبة، على اعتبار أنه لم تتشكل خلالها قيادة يعرفها الشعب. وقال إنه على الرغم من أن الشهيد العربي بن مهيدي كان ضمن المجموعة التي رتبت وأشرفت على تنظيم مؤتمر الصومام كعبان، زيغوت يوسف، بن طوبال وغيرهم، إلا أن بعض الأطراف وبعض الكتابات تسلط الضوء فقط على عبان. وفي سياق ذلك، رد عضو مجلس قيادة الولاية الرابعة على بعض التهم، في معرض إجابته عن سؤال يتعلق ببعض الطروحات التي وردت في شهادات ضمن مذكرات لمجاهدين تقول إن بن مهيدي لم يطلق ولا رصاصة خلال الثورة، قائلا: “إن هذا الكلام يعتبر جنونا لأننا كنا نعتبر بن مهيدي هو الركن الأساسي للثورة الجزائرية مثله مثل عبان رمضان”. وعاد الرائد لخضر بورقعة ليجيب عن واحد من الأسئلة المتعلقة باتهامات المجاهد ياسف سعدي للمجاهدة لويزات إيغيل أحريز قائلا: “إن ياسف سعدي رفض الاستجابة لاستدعاء أحمد فخار آنذاك، وظل غائبا من 1956 إلى غاية 1960 وتم العثور عليه بنواحي المدية في السجن”. وأضاف لخضر بورقعة: “عندما قالوا له فيما بعد أين كنت، قال لهم إنني كنت مسؤولا عن المنطقة المستقلة للجزائر، فكيف يمكنه أن يسير المنطقة المستقلة وهو كان في السجن، بل وأبعد من ذلك أنه لا وجود للمنطقة المستقلة للجزائر بعد نهاية مؤتمر الصومام”. وواصل المجاهد لخضر بورقعة تقديم شهاداته قائلا: “فكيف يمكن له تجاهل والتنكر لامرأة تربت معه في منزل واحد، وهي لويزات إيغيل أحريز، وقال عنها إنه لا يعرفها،... نحن سكتنا، ولكن حان الوقت لقول الحقيقة”. وعاب المتحدث على طريقة كتابة التاريخ، من جانب أن كل الكتابات التي تمت اهتمت بالقضايا الكبرى وأهملت الأهم وهو حلاوة التاريخ المتمثل في التفاصيل، والثورة الجزائرية غنية بالتفاصيل. وعرج بورقعة على قضية الشرعية التاريخية، قائلا عنها إنها انتهت خلال مؤتمر طرابلس، ولكن استمرارها جعل طريقة الحكم تتواصل بطريقة غير واضحة.