وإن كان الرئيس المنصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الأقرب “لقلوب النهضويين” بالنظر إلى أنه شريك الثورة والحكم، رغم انتقاداته اللاذعة لحكومة النهضة، إلا أن “إكراهات السياسة”، قد تدفع نحو التحالف “المر” بين حركة النهضة وحزب نداء تونس باعتبارهما الحزبين اللذين حصدا أزيد من 70 بالمئة من الأصوات، وهو ما رجحته الصحافة المحلية خصوصا بعدما راج من لقاء زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي في بيت هذا الأخير وذلك ليلة الأربعاء إلى الخميس. وذكر موقع “العربية نت” أن مصدرا مطلعا في حركة النهضة أكد لها حصول لقاء بين كل من رئيس “نداء تونس” الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي، رئيس حركة “النهضة”، في بيت السبسي بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس. وهو ما أكده قيادي في حزب نداء تونس للموقع. كما ذكر موقع “العرب” استنادا إلى مصادر، قال إنها مقربة من حركتي النهضة ونداء تونس، أن وداد بوشماوي، رئيسة منظمة أرباب العمل، قامت بترتيب لقاء بين زعيمي أكبر حزبين في تونس، وذلك خلافا لما أعلنه في وقت سابق زياد العذاري، الناطق الرسمي باسم حركة النهضة. وبرغم حرص الطرفين على التكتم فإن المعلومات التي حصلت عليها “العربية.نت”، تشير الى أن هناك مفاوضات سرية جارية بين “النهضة” و«نداء تونس”، حول تشكيل الحكومة القادمة وكذلك حول المرشح الذي ستدعمه النهضة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراء دورتها الأولى في 23 نوفمبر الجاري. وفي هذا السياق أكد قيادي في النهضة بأن “النهضة حسمت أمرها وأنها لن تدعم ترشح الرئيس الحالي منصف المرزوقي”. وأوضح موقع “العرب” أنه “تم خلال هذا الاجتماع بحث إمكانية مُشاركة حركة النهضة في الحكومة المُقبلة التي يُفترض أن تشكلها حركة نداء تونس، إلى جانب استعراض التطورات السياسية والأمنية في البلاد، على ضوء الحملات الانتخابية للاستحقاق الرئاسي”. وأكدت في هذا السياق أنه تم التطرق إلى “التهديد الذي بات يشكله منصف المرزوقي الذي يسعى إلى استدراج العناصر السلفية وأفراد روابط حماية الثورة غير المعتمدة، بالإضافة إلى أنصار النهضة الغاضبين من الموقف السياسي الجديد للغنوشي، إلى مربع العنف”. وخلال أسبوع من انطلاق الحملة الانتخابية تمكن منصف المرزوقي من تقديم نفسه كمرشح “الثورة” في مواجهة مرشح “نظام بن علي”، في إشارة إلى الباجي قائد السبسي، واستفاد المرزوقي من عدم تقدم حركة النهضة بمرشحها ليغرف من وعائها الانتخابي خاصة من الشباب المنضوين تحت لواء رابطة حماية الثورة، الذين هددوا بتفجير ثورة جديدة في تونس ولو بدون دعم حركة النهضة إن فاز السبسي بكرسي الرئاسة، متهمين النهضة بخيانة الثورة، في حين نفت رئاسة الجمهورية التونسية استغلال منصف المرزوقي إمكانيات الدولة في حملته الانتخابية.