أعلن الأفالان، أمس، عن لقاء وصفه ب “التشاوري” بين قيادة الحزب العتيد برئاسة عمار سعداني ووفد عن قيادة حركة مجتمع السلم بزعامة عبد الرزاق مقري. لكن اللقاء الذي كان مزمعا تنظيمه، اليوم السبت، بمقر الأفالان، أعلن عنه رسميا في حدود العاشرة صباحا، قبل أن يصدر بيان آخر في حدود منتصف النهار يعلن عن “تأجيله إلى أجل لاحق”. ولم تكشف قيادة الأفالان عن أسباب إلغاء اللقاء مع قيادة حركة حمس، ولا عن طبيعة المواضيع التي كان سيتم التباحث حولها بين الطرفين، بينما لم تعلن حركة عبد الرزاق مقري لا في بيان رسمي ولا عبر موقع الحركة على شبكة الأنترنت عن لقاء مبرمج مع الأفالان، بحيث كشف مقري، في حسابه على “الفيسبوك” بشأن أجندة مواعيده ليوم السبت، عن تنقله إلى ولاية سطيف صباحا للإشراف على افتتاح ملتقى المنتخبين المحليين للحركة بالشرق الجزائري، قبل أن يتنقل في نفس اليوم مساء إلى قسنطينة في زيارة متابعة روتينية مع المكتب التنفيذي الولائي ولقاء مع المناضلين، وهي مواعيد لا تعد “استعجالية” لإلغاء ما وصفه الأفالان ب”اللقاء التشاوري”. ويكون هذا الإلغاء وراء برمجة الحزب العتيد لندوة جهوية في بومرداس في نفس اليوم، تحت عنوان “مكانة الشباب في الحزب مستقبلا على ضوء الإصلاحات التي شرع فيها حزب جبهة التحرير الوطني”. ولم تذكر قيادة الأفالان من الذي بادر بطلب عقد لقاء بين سعداني ومقري، غير أن برمجته في مقر الأفالان بحيدرة يوحي بأن حركة مجتمع السلم هي التي دعت إلى اللقاء، حتى وإن لم تعلن عنه الحركة. وتوجد مواقف الحزبين على النقيض، بحيث تخندقت حركة حمس في المعارضة من خلال تزعم أرضية الانتقال الديمقراطي التي لا ترى جدوى من إشراك السلطة في التغيير، بينما يعد الأفالان من المدافعين عن شرعية رئيس الجمهورية التي اعتبرها خطا أحمر لا يجوز النقاش حوله، وأعلن ترحيبه بمبادرة الإجماع الوطني التي يقودها الأفافاس، وهي المبادرة التي انتقدتها حركة حمس وقال عنها مقري إنها “لا تحمل أي جديد”. فهل يرمي اللقاء المؤجل بين الأفالان وحركة حمس لردم هوة الخلاف بين السلطة والمعارضة ؟ أم لترسيم القطيعة بين الطرفين ؟