أفشلت، أمس، قوات الأمن المشتركة مسيرة الباتريوت نحو قصر الحكومة انطلاقا من مدينة بوفاريك بالبليدة، حيث تصدت لأكثر من 2000 شخص قدموا من عدة ولايات للمشاركة في “مسيرة استرداد الحقوق”، ما أدى إلى إصابة 4 من رجال الدفاع الذاتي، قبل أن يتدخل عقلاء لتهدئة غضب زملائهم من الجرحى، والدخول في مفاوضات مع رجال الأمن بعد تعيين مندوبين لتمثيلهم لدى وزارة الداخلية للتباحث حول مطلبهم في الحصول على التقاعد النسبي وتطبيق المرسوم الرئاسي الموقع في ديسمبر 2013. كادت مسيرة الباتريوت أن تنحرف وتنجر عنها صدامات مع عناصر الأمن، الذين أحكموا سيطرتهم على المنافذ المؤدية نحو الطريق السريع. وتسبب انتشار قوات الأمن وغلق الطريق في نقاط استراتيجية نحو العاصمة، في خنق حركة سير المركبات وإجبار أصحابها على تغيير الطريق للوصول إلى البليدة أو الجزائر العاصمة، خاصة بعد الظهيرة. إلا أن دخول مؤطري المسيرة من ممثلي تنسيقية الدفاع الذاتي في حوار مع إطارات من المديرية العامة للأمن الوطني، ومحاولتهم إقناعهم بالعدول عن فكرة المسيرة نحو قصر الحكومة وتشكيل وفد عنهم لأجل تمثيل الباتريوت وعقد لقاء مع مسؤولين عن وزارة الداخلية، مساء نهار أمس، أفضى في النهاية إلى قبول ممثلين عن الباتريوت العرض، حيث أفاد علي بوقطاية، أحد ممثلي الباتريوت ل«الخبر”، بأن قبولهم بعرض الطرف المفاوض من إطارات عن الأمن، جاء لتجنب أي انفلات واستغلال المسيرة من قبل أطراف متحزبة أو لديها توجه لا يخدمها وتريد استغلال الحدث، ثم أن المسيرة في جوهرها كان القصد منها عقد لقاء مع مسؤولين بالحكومة حول مصير مطلبهم بشأن “التقاعد النسبي”، والمنصوص عليه بشكل قانوني في المادة 77 من المرسوم الرئاسي الموقع في ال 31 ديسمبر 2013 والصادر في العدد 66 للجريدة الرسمية دون مزايدة أو نقصان. وأضاف محمد لوزري، ممثل عن التنسيقية الوطنية ل«الباتريوت”، في السياق ذاته، أن قرار تنظيم المسيرة جاء بعد انقضاء المهلة الممنوحة للمسؤولين، وأيضا بعد إخطار ممثل وزارة الداخلية بولاية البليدة عن قرارهم ومطلبهم سابقا. وأضاف أن يأسهم في الحصول على تطمينات لأجل تطبيق محتوى المرسوم الرئاسي، دفع بهم إلى تنفيذ تهديدهم بالسير نحو العاصمة بعد إجماع حصل بين مندوبي الولايات، مضيفا أن ما حزّ في نفوسهم هو حجم التضحيات والفاتورة التي قدموها خلال الفترة الأمنية الصعبة التي مرت بها الجزائر، وعدم تخلفهم في الدفاع عن البلاد ومؤسساتها، حيث نجم عن كل تلك الفاتورة مخلفات وجروح معنوية ومادية، بتسجيل وفاة عدد كبير منهم وإصابة البعض المتبقي بأمراض عضوية وعقد نفسانية وصلت إلى حد الجنون، واختيار البعض القليل منهم طريق التسول لإعالة نفسه وعائلته، لعدم حصولهم على أي اعتبار كيف ما كان شكله. وأضاف أنهم عند كل طلب للتعجيل بتنفيذ “حلم” التقاعد النسبي “يدير المسؤولون ظهورهم ويرفضون حتى الرد”. الداخلية تطلب مهلة إضافية لدراسة ملفات الباتريوت “حالة بحالة” وكشف محمد لوزري، ممثلا عن الباتريوت وأحد المشاركين في وفد التفاوض مع إطارات عن وزارة الداخلية ل«الخبر”، أن الأمور بدأت تتضح وأن اللقاء الذي جمعهم مع الأمين العام ورئيس الديوان لدى الوزارة المذكورة، مساء أمس، أفضى إلى تأكيد التوقيع على المرسوم التنفيذي المتعلق بالتقاعد النسبي، وأن سبب التأخر في مباشرة تنفيذ محتوى المرسوم يعود إلى حجم ملفات الباتريوت واستغراق دراستها حالة بحالة إلى الكثير من الوقت لضبط القائمة النهائية للمعنيين بالاستفادة من التقاعد النسبي، وأن وزارات الدفاع والعمل والداخلية والمالية تنسق فيما بينها لأجل الفراغ من عملها بشكل نهائي حول مستقبل الباتريوت في التقاعد.