خفتت دعوات الحوار في ليبيا في ظل اشتداد القتال على أكثر من جبهة، في حين دعا 5 رؤساء من دول الساحل في اجتماع نواقشط إلى تشكيل قوة دولية “للقضاء على الجماعات المسلحة” في ليبيا، بينما استبعد السفير البريطاني في طرابلس الحل العسكري في ليبيا، منتقدا في نفس الوقت دور خليفة حفتر قائد معركة الكرامة في الأزمة. واعتبر السفير البريطاني في ليبيا أن الجنرال المتقاعد خليفة حفتر “ليس ممثلا رسميا، هو جنرال سابق وليس جنديا في الجيش الوطني”، وتابع “أعتقد أن من المهم جدا أن يكون هناك حل لمشكلة الإرهاب في شرق ليبيا، أن يكون هناك حكومة لوحدة وطنية، وأن يشتغل الكل في الدولة من جيش ومعتدلين ضد المتطرفين، وأعتقد أنه غير مناسب أن يشتغل الذين يوجدون خارج الدولة ضد الإرهابيين”، في إشارة إلى إطلاق الجنرال المتقاعد خليفة حفتر عملية الكرامة لمحاربة ما وصفه بالإرهاب، دون أن يصدر ذلك من مؤسسات الدولة الشرعية. وشكك السفير البريطاني في شرعية مجلس النواب وحكومة الثني في طبرق شرق ليبيا، بعد حل المحكمة الدستورية للبرلمان في طبرق، جاء ذلك في حوار هاتفي أجرته معه صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية من مقره في تونس نُشر أمس، حيث قال آرون “إننا نعترف بشرعية مجلس النواب والحكومة، لكن بعد قرار المحكمة العليا هناك ليبيون يقولون العكس، وهو ليس رقما قليلا”. ونفى آرون دعم بريطانيا للإخوان المسلمين، وأوضح “الحديث عن دعمنا للإخوان المسلمين في ليبيا غير صحيح، ونريد أن نرى اتفاقا بين الليبيين وأن يكون الحوار شاملا”. وعلى العكس مما ذهب إليه السفير البريطاني، دعا 5 من رؤساء دول الساحل الإفريقي المجتمعين في قمة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أول أمس، الأممالمتحدة إلى تشكيل قوة دولية “للقضاء على الجماعات المسلحة” في ليبيا. ووجهت مجموعة دول الساحل الخمس (تشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وبوركينافاسو) نداء إلى مجلس الأمن الدولي لتشكيل قوة دولية بالاتفاق مع الاتحاد الإفريقي، “للقضاء على الجماعات المسلحة، والمساعدة في المصالحة الوطنية وإقامة مؤسسات ديمقراطية مستقرة” في ليبيا. وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تقديم الطلب، دون تحديد تاريخه، معتبرا أن الليبيين “باتوا مقتنعين بضرورة تدخل عسكري دولي لحماية المؤسسات وحفظ الممتلكات، ولحماية خيار الشعب الليبي”. وفي سياق ذي صلة، قال عضو بمجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق شرقي البلاد، إن 50 نائبا يعتزمون تقديم مقترح لمنح اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد عملية الكرامة، “منصب القائد العام للقوات المسلّحة”، وهو منصب أعلى من منصب قائد الأركان حسب الموقعين على البيان الذين يحتاجون إلى 20 توقيعا آخر لرفعه للجلسة العامة. ميدانيا نزح العشرات من سكان منطقة بن جواد الليبية إلى مدينة سرت والنوفلية غربا، جراء قصف طائرات حفتر للمنطقة التي تسيطر عليها قوات موالية لحكومة الحاسي في طرابلس، خاصة أن بن جواد تقع على خط التماس مع الهلال النفطي الذي يسيطر عليه جيش برقة الانفصالي الموالي للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، والذي يشتبك مع قوات عملية الشروق المكلفة من المؤتمر الوطني العام في طرابلس باستعادة الموانئ النفطية في السدرة وراس لانوف والبريقة والزويتينة. وحسب مصادر محلية، سيطرت قوات عملية الشروق على مبنى الحرس البلدي في مدينة السدرة بجانب إذاعة خليج السدرة، وإن هذه القوات تتخذ من مركز الشرطة “غرفة عمليات”، ومحطة بنزين يستعملونها مستشفى ميداني. أما الجامعة والثانوية فيستغلونها “مخزن ذخيرة”. كما تواصل القتال في غرب ليبيا على محور الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والحدود مع تونس، حيث أكدت قوات فجر ليبيا سيطرتها على هذا المحور ودفعها جيش القبائل الموالي لحفتر إلى مناطق داخلية في الصحراء، وبعضها تراجع إلى القاعدة الجوية الوطية شمال بلدة الزنتان. أما في بنغازي، فلازال القتال على أشده في وسط المدينة وغربها خاصة بحي الصابري، أين تجد قوات حفتر صعوبات في التقدم في هذه المنطقة نظرا لانتشار القناصة الموالين لمجلس ثوار المدينة، وكذا زرعهم لعبوات ناسفة وألغام صعبت من مهمة تقدم المدرعات والآليات التابعة لحفتر، وأدى ذلك إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف قوات حفتر، والتي ردت بقصف المنطقة بقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ.