تختتم اليوم فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي.. دورة ساخنة حافلة بالأحداث والمفاجآت، ليس فقط على مستوى قطار سفر السينمائيين، وقاعات “السعادة” و«المغرب” وسينيماتك وهران، حيث تنافس الإبداع والأفلام على جوائز “الوهر” الذهبي، وإنما أيضا على مستوى التحدي في التنظيم، فقد حمل محافظ مهرجان الفيلم العربي، إبراهيم صديقي، الكثير من الأحلام إلى الباهية وهران، تحقق الكثير منها وضاع البعض الآخر في زحمة “ضغط” الوقت. نجوم وأفلام عن الواقع تجارب سينمائية شابة اختزلت المشهد العربي في هذه الأثناء بدأ حوالي 200 صحفي جزائري وأجنبي و150 مخرج وناقد وسينمائي عربي في جمع حقائبهم ليودعوا الباهية وهران على أمل اللقاء في الدورة التاسعة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي. وقد عرفت وهران طيلة العشرة أيام الماضية إقبالا بارزا لنجوم السينما والفن، من سوريا واليمن وليبيا ومصر، ومن الشاشة العالمية النجمة الإيطالية كلوديا كاردنال، ومن الطرب أيضا كان لقاء مدينة “سانتا كروز” عالميا مع الإبداع والتنافس على تحية جمهور الفن السابع. تشكلت المحافظة الحالية للمهرجان قبل نحو 4 أشهر، لتمضي بخطى الفارس المحارب ل«البيروقراطية” و«صراعات النفوذ” نحو ضبط برمجة الأفلام الطويلة والوثائقية والقصيرة، ونحو الملتقى الأدبي السينمائي الذي جمع أبرز وجوه الثقافة والإبداع الأدبي لمناقشة أزمة كتابة السيناريو ولقاء القلم بالصورة، وكان الموعد أيضا فسحة للإعلام وعشّاق مهنة المتاعب من الشباب للبحث عن فرصة لولوج عالم الصورة، بعد أن فتح المهرجان “كاستينغ” في السينما والإعلام على هامش “الصالون العربي للسينما والتلفزيون” الذي نظمه المهرجان. بالنسبة لمسابقة المهرجان الرسمية، فقد نجحت الأفلام في استقطاب الجمهور، فالأفلام القصيرة تصنع الحدث، والطويلة مواكبة للجديد، والوثائقية من عمق الواقع العربي، كما تحدث شعار الدورة الثامنة “الواقع في دور البطولة”. وكانت بداية العروض الرسمية عبر بوابة الأفلام القصيرة، من ليبيا تحديدا مع فيلم “الإمارة” للمخرج مؤيد زابطية، الذي سافر بالجمهور إلى عمق الأحداث ومأساة “الربيع العربي” الذي تحول بسرعة البرق إلى دوامة من الدماء العربية التي تسيل بلا حدود. التقت الأفلام الوثائقية في مجرى الأزمة العربية لتنقل قصصا من مخيمات اليرموك.. وعاشت شاشة “سينماتك وهران” طيلة العشرة أيام حكايات وروايات عربية خاصة. ومن الأفلام إلى الموسيقى، حيث كانت مفاجأة مهرجان وهران مشاركة الفنان اللبناني وليد توفيق، الذي أبى إلا أن يعود بذاكرته إلى سنوات العمل السينمائي والأفلام التي قدمها في السينما العربية من بوابة وهران، لتكون السهرة ليلة عربية بصوت وليد توفيق والفنانة الجزائرية نسيمة شعبان، التي أحيت إحدى ليالي المهرجان. الموسيقى حضرت أيضا بصوت الشاب بلال، أنور. كما كان الحدث أدبيا وفكريا في تنافس الروائيين على تحليل العلاقة بين السينما والرواية، وتسليط الضوء على الاقتباس كمحرك أساسي لعملية الإنتاج السينمائي. مفاجآت خارج النص صفعة عبدو درياسة قادت الصفعة التي وجهها عبدو درياسة لإحدى الصحفيات حفل الافتتاح نحو موقع مخجل ومؤسف، وصل إلى أسوار العدالة، فالحركة “غير الأخلاقية” التي قام بها ابن الشيخ رابح درياسة كانت قوية في صداها، إلى حد أنها وضعت المهرجان في خانة من التساؤل لم يعرف لها جواب إلى غاية كتابة هذه الأسطر، بخصوص الدوافع الحقيقية التي جعلت عبدو درياسة “يزلزل” النجاح الذي كان قد حظي به عبر الأغنية والفيديو كليب الذي عرض له أمام الجماهير والنجوم العرب بقاعة الحفل. “توبة” رشيد بوجردة من أهم الأحداث التي سجلها مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي عودة الروائي رشيد بوجردة لتوضيح فحوى الرسالة التي فهمت على إنها “جهر” بالإلحاد. الروائي رشيد بوجدرة، المثير للجدل، استغل حفل تكريمه من قِبل الدورة الثامنة لمهرجان وهران ليوضح اللبس ويعرج للحديث عن “دفاعه عن الإسلام”. مواقف هامة وخرجات خارج النص شغلت الإعلام، وجعلت من رشيد بوجدرة يصنع الحدث كعادته. خرجات مخجلة من “بهلول” هل هو اللهث وراء شهرة أم محاولة غير بريئة للتشويش على حفل الافتتاح؟ هذا السؤال طرح بقوة عقب مشاهدة الجمهور لمعد برنامج “ألحان وشباب” عامر بهلول يركض ويستولي على البساط الأحمر وأيضا منصة حفل الإفتتاح، وبدا بهلول ك«البهلوان” وهو يتجاوز كل البروتوكولات في التعامل مع ضيوف الجزائر، منهم ليلى علوي وكلوديا كاردنال، حتى بات حديث وسخرية رواد “الفايسبوك” بعد أن ظهر في إحدى الصور ك«الشبح” الذي يغزو الفن السابع. خبروحقيقة برنوس ليلى علوي.. أقل من سعر “كوستيم” إيطالي عادي أثار تكريم الفنانة المصرية ليلى علوي ببرنوس، في إطار مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الكثير من اللغط والجدل، من ذلك هل تم تتويج النجمة المصرية ببرنوس من الذهب تفوق قيمته المائة مليون سنتيم؟ هذا السؤال الذي سافر عبر الآذان وهمس القلوب لم يكن إلا مجرد جعجة في طحين، بعد أن كشف محافظ المهرجان، إبراهيم صديقي، عن المبلغ الحقيقي للبرنوس الذي لم تتجاوز قيمته 11 مليون سنتيم. مبلغ وصفه البعض بعد أن كشف عنه بأنه أقل من سعر بذلة إيطالية الصنع. أزمة المقاعد.. من يتحمل مسؤوليتها؟ صاحبت الطبعة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي موجة من التحديات، ليست الأولى من نوعها بحسب من عايش وعرف الطبعات الماضية للمهرجان، فأزمة المقاعدة داخل قاعة حفل الافتتاح كادت أن تعصف بالمهرجان.. حقيقة تتكرر عند كل موعد للمهرجان يتحمل مسؤوليتها الجمهور الذي يرافق الوفد الرسمي للوالي والمجلس البلدي، فعدد الدعوات محسوب والمقاعد محجوزة بالأسماء، لكن سرعان ما يتم تمزيق الأسماء من قِبل “الدخلاء” الذي يستغلون دخول الوفد الرسمي ليستولوا على مقاعد الآخرين. حضرت تركيا وغاب نجوم حريم السلطان كان الحلم كبيرا، والأحلام الكبيرة عادة ما تحتاج إلى أرض وجيش يؤمن بها، لهذا فقد غاب نجوم حريم السلطان عن الدورة الثامنة للمهرجان.. أسباب عدة كان وراء ذلك منها تزامن فعاليات الحدث السينمائي الجزائري مع الانتخابات التركية، فحرص السلطان سليمان وهيام على أداء الواجب الوطني حال دون حضورهما إلى الجزائر، إلا أن الأمل لا يزال معقودا بحسب محافظ المهرجان على أن يكون اللقاء في دورات لاحقة. غياب السلطان سليمان وحريمه لم يحل من جهة ثانية دون تمثيل تركيا ضيفة الشرف في المهرجان، وذلك عبر مشاركة الناقد التركي في عضوية لجنة تحكيم الأفلام الطويلة وأيضا كضيوف شرف حفل الختام.