يُخيّم على امتحانات التعليم المتوسط ”بيام” دورة جوان 2015 هاجس الغِش وتِكرار سيناريو امتحانات ”الباك”، التي ميزتها محاولة العشرات من المترشحين المتكررة لاستعمال الهواتف الذكية وتقنية الجيل الثالث لتسريب المواضيع والتواصل مع العالم الخارجي لحلها، إضافة إلى الوسائل التقليدية القديمة في الغش. وعليه تُحضّر الوِزارة الوصية وديوان الامتحانات ترسانة من الإجراءات الصارمة لردع أي مُحاولة ومعاقبة المخالفين، خاصة وأن الوزيرة المسؤولة عن القطاع ”اعترفت” بقدرة التلميذ الهائلة في مخادعة الأساتذة الحراس، في ظل تأكيد نقابات التربية عن تأخر الوصاية في مواكبة التكنولوجيا. ديوان الامتحانات يقر إجراءات حراسة مُشددة لتفادي سيناريو ”الباك” نصف مليون مترشح يجتازون ”البيام” غدا تنطلق غدا الأحد، امتحانات شهادة التعليم المتوسط ”البيام” التي تستمر ثلاثة أيام، حيث يُنتظر أن يلتحق بألفي مركز إجراء موزعين عبر الوطن أكثر من 540 ألف مترشح، وسط ترتيبات حراسة مشددة، منها تجنيد 90 ألف أستاذ لحراسة التلاميذ قبل وبعد دخول قاعات الامتحان لتفادي تكرر سيناريو ”البكالوريا”. بلغ عدد المترشحين المعنيين بإجراء الامتحان 542 ألف، منهم 7512 من المترشحين الأحرار، غير أن العدد الإجمالي انخفض عن ذلك المسجل السنة الماضية بنسبة 9.12 بالمائة، ويفوق عدد المترشحين الإناث عدد الذكور، حيث فاق عدد المترشحات 280 ألف، فيما قدّر عدد المترشحين 261 ألف. وحسب الأرقام الرسمية الخاصة بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، فإن عدد المترشحين لنيل هذه الشهادة من المدارس الخاصة بلغ هذا العام 3898 مترشح، فيما بلغ عدد الذين سيجتازون الامتحانات من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة 174 مترشح ومن مراكز إعادة التربية 5922 مترشح و602 من الأجانب. وعقد أمس الجمعة، مسؤولو ديوان الامتحانات إضافة إلى مسؤولين من الوزارة الوصية، اجتماعا طارئا من أجل التحضير لهذا الامتحان، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها مختلف مراكز الامتحانات خلال امتحانات شهادة التعليم الثانوي ”البكالوريا” والمتعلقة خاصة بالغش عبر استعمال الوسائل التكنولوجية المتطورة من هواتف ذكية، إضافة إلى تواصل بعض المترشحين مع العالم الخارجي عبر تقنية الجيل الثالث، والتي مكّنتهم من تسريب الأسئلة دقائق بعد توزيعها في مراكز الإجراء. وأوضح مصدر عليم من وزارة التربية الوطنية متحدثا ل”الخبر”، بأن الاجتماع تضمّن توصيات هامة ومشددة من أجل تشديد الحراسة خلال أيام ”البيام” خاصة وأن التلاميذ المترشحون يمكن أن يستعملوا نفس التقنيات، في محاولة منهم للغش خلال الاختبار. وعليه اتخذت قرارات بأن يتكفل ال90 ألف أستاذ المكلفون بالحراسة على مستوى 2159 مركز بأن يشرفوا على تفتيش دقيق للتلميذ، على مرحلتين الأول قبل دخوله إلى قاعة الامتحان والثانية بعد الدخول وخلال جلوسه في مكانه، إضافة إلى عدم التسامح مع التلاميذ الغشاشين والتأشير بالأحمر على أوراق الامتحان الخاصة بهم. وينتظر أن يتواجد في القسم الواحد ثلاثة حراس وأربعة بالنسبة للمترشحين الأحرار، كما أوضح مصدرنا أن الديوان قرّر تجنيد من 5 إلى 10 حراس إضافيين في كل مركز إجراء، وذلك من أجل تفادي شغور الأقسام عند تواجد أحد الحراس في عُطلة مرضية أو تعذّر حضوره لأي سبب من الأسباب.