قالت هيومن رايتس ووتش إن الابن السجين للزعيم الليبي السابق معمر القذافي، الساعدي، قال إنه كان محتجزا في الحبس الانفرادي وتعرّض لانتهاكات إجراءات التقاضي السليمة أثناء احتجازه احتياطيا في سجن الهضبة في طرابلس، حسبما زعم الساعدي القذافي بتاريخ 15 سبتمبر 2015، في لقاء خاص في الهضبة مع هيومن رايتس ووتش. ونشرت هيومن رايتس ووتش بتاريخ أوت الماضي فيديو مدته 9 دقائق، نشره موقع “كليرنيوز”، يظهر على ما يبدو مسؤولين وحراسا في سجن الهضبة يستجوبون ويسيئون معاملة عدة معتقلين، من بينهم الساعدي القذافي. وقال القذافي ردا على سؤال حول الفيديو وسوء المعاملة في الهضبة: إنه تعرّض “للترهيب” ولا رغبة له في الخوض في التفاصيل. وقالت هيومن رايتس ووتش إن على مكتب المدعي العام متابعة التحقيق في شُبهة إساءة معاملة الساعدي القذافي وغيره من المعتقلين في الهضبة، ونشر النتائج علنا ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. وقال القذافي إنه رغم استجواب الادعاء له حول قضية قتل أحد أصدقائه، والتي نفاها، إلا أن آخرين غير معروفين استجوبوه حول القضايا السياسية والأمنية. وأضاف القذافي أنه تمكّن من توكيل محام لدى بدء محاكمته في ماي الماضي، ومحامٍ آخر في سبتمبر، إلا أنه لم يحظ بتمثيل قانوني مذ سلّمته النيجر يوم 6 مارس 2014 وطوال فترة الحبس الاحتياطي والتحقيق. كما ذكر القذافي إنه احتُجز في الحبس الانفرادي في سجن الهضبة منذ تسلّمه من النيجر وأودع في زنزانة بلا نوافذ، لكن فيها مروحة، دون تواصل مع المعتقلين الآخرين، ولم يحظ بزيارات عائلية، لكن سُمحت له مكالمتهم هاتفيا في مناسبات محدودة وبحضور الحرس. من جهة أخرى، شدد قذاف الدم، المصنف ضمن دائرة كبار المسؤولين الأمنيين في النظام الليبي السابق، في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية في القاهرة، على أن “المقترح الذي قدمه المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، لحل الأزمة الليبية يمثل تطاولا وإرباكا، والليبيون توحدوا على رفضه”، داعيا إياه إلى رفع يده عن ليبيا. وحذر قذاف الدم من أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا “تهدد بتحوّل ليبيا إلى ملجأ للمتطرفين والإرهابيين”، داعيا “كل القوى المتصارعة لأن تعيد النظر في حساباتها، وأن تتراجع عن موقفها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، وقبل أن ينقل الصراع من سوريا إلى ليبيا. وبالفعل، بدأت الجماعات المتطرفة وبعد بداية الضربة الروسية في نقل مقاتليها من كل الدول إلى ليبيا عبر تركيا.