يعيش حوالي 35 تلميذا يدرسون تخصص لغات بثانوية المجاهد الحاج الخير الخيري ببلدية مقرة شرقي وِلاية المسيلة، منذ منتصف شهر نوفمبر الجاري، حالة من الخوف والترقب من مغبة عدم تراجع وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت عن تطبيق مشروع الإطار القاضي بإدراج اللغة الألمانية كمادة إلزامية هذه السنة في امتحانات شهادة البكالوريا. التلاميذ المعنيون وأولياؤهم لم يفهموا أسباب وخلفيات الإعلان عن هكذا مشروع، في وقت لم يسبق لتلاميذ قسم اللغات سواء في الثانوية ذاتها أو ثانوية المجاهد محمد ميهوبي ببلدية بلعيابة أو في ثانوية محمد العقبي ببلدية ونوغة، أن درسوا أبجديات هذه اللغة من قبل ولا يعرفون شيئا عنها. وإذا كانت إدارة ثانوية الحاج الخير الخيري الأكثر حظا عندما عملت على استقدام هذه السنة أستاذ لتدريس تلاميذ القسم الوحيد في تخصص لغات أبجديات هذه المادة، فإن قدر تلاميذ الأقسام النهائية بكل من بلعايبة وونوغة بات لزاما عليهم ترك أوراق الامتحان في مادة اللغة الألمانية بيضاء وانتظار العلامة الإقصائية. وكان تلاميذ قسم اللغات وأزيد من 500 تلميذ يزاولون دراستهم بثانوية الحاج الخير الخيري قاطعوا الدراسة تضامنا مع زملائهم، كرد فعل أوّلي على هذا القرار. وأكد البعض منهم، في اتصال ب«الخبر”، مخاوفهم من عدم وصول صوتهم إلى الوزيرة. وحسب بعض التلاميذ المعنيين، فإن التقارير التي استندت إليها هذه الأخيرة خاطئة، وأن أطرافا أوعزت للوزيرة أن كل الظروف مهيأة من أطر تربوية ووسائل بيداغوجية لكي تأخذ هذه المادة صفة الإلزامية في امتحانات البكالوريا، بعدما كان الأمر مقتصرا في السابق على وضعها كمادة اختيارية، وهو ما لا يوجد له أثر على الإطلاق على أرض الواقع. مدير ثانوية الحاج الخير الخيري: “تكثيف الحجم الساعي ودروس دعم لإنقاذ التلاميذ” قال مدير ثانوية المجاهد الحاج الخير الخيري بمقرة ثامر قاسمي إن وزارة التربية تكون قد استندت على معطيات وتقارير مغلوطة، مفيدا بأن العمل جارٍ لتكثيف الحجم الساعي في هذه المادة وتخصيص دروس دعم للتلاميذ لمواكبة المنهاج قبل فوات الأوان، وهي إجراءات تبقى غير كافية، في انتظار أن تراجع الوزارة قرارها في هذا الخصوص. ممثل مديرية التربية: “رد فعل التلاميذ له ما يبرره” اعتبر ممثل مديرية التربية عبد الله غضبان أنه قام، مؤخرا، بفتح قناة حوار مع التلاميذ بمعية رئيس مصلحة الامتحانات والتمدرس، عقب الإضراب الذي شنه تلامذة قسم اللغات بالثانوية المذكورة، حيث لمسوا حالة رفض نهائية لأي مشروع لا يخدمهم خارج ما كان ساريا من قبل، مفيدا بأن هذا الرفض له ما يبرره.