قالت، أمس، سعيدة بن حبيلس، رئيسة منظمة الهلال الأحمر الجزائري، إنها تتحدى أي جهة أو أطرافا تطعن في ظروف التكفل التي تضمنها الجزائر للاجئين الأفارقة، مؤكدة بأن عملية ترحيل الرعايا النيجيريين في شطرها الثاني مستمرة، فقد تم ترحيل 600 نيجيري الأسبوع الماضي، على أن يرحل العدد نفسه غضون الأيام القادمة انطلاقا من ولايتي ورقلة والوادي. ردا منها على الانتقادات الكبيرة التي استهدفت الجزائر بعد الحريق الذي اندلع قبل أيام في مركز استقبال رعايا أفارقة بمدينة ورقلة، متسببا في مقتل 18 شخصا من جنسيات مختلفة، من بينهم طفلان، ونحو ثلاثين جريحا بإصابات متفاوتة، أفادت المسؤولة الأولى على منظمة الهلال الأحمر الجزائري في تصريح ل “الخبر”، أمس، بأنها تتحدى “كل الأبواق التي تطعن في طرق التكفل المضمونة للرعايا الوافدين من مختلف الدول الإفريقية لاعتبارات متعددة إلى الأراضي الجزائرية”، مضيفة بأن “الإشكال الوحيد الذي نواجهه مع هؤلاء النازحين، هو مغادرتهم للمراكز، ما يعقد إجراءات التكفل الأمثل بهم، لأننا لا نستطيع إجبارهم على البقاء داخلها”. وبخصوص المرحلة الثانية من ترحيل الرعايا النيجيريين في إطار الاتفاق المبرم مع حكومة النيجر، أكدت المتحدثة ذاتها بأن فرق الهلال تعمل حاليا على تحضير إجراءات نقل مئات النيجيريين إلى بلدهم الأصلي، وذلك على مستوى ولايتي ورقلة والوادي، فقد “تم لحد الساعة إحصاء 400 لاجئ، في انتظار ارتفاع العدد إلى حين مباشرة العملية غضون الأيام القليلة القادمة، علما بأنه تم الأسبوع الفارط ترحيل 600 نيجيري”. وشدّدت بن حبيلس على احترام كل المعايير المنصوص عليها دوليا أثناء عمليات الترحيل المستمرة، منذ العام الماضي: “من خلال توفير كل الوسائل الضرورية واعتماد أساليب الرفق والرحمة في التعامل مع هؤلاء المرحلين، خاصة وأن جانبا كبيرا منهم من فئة القُصّر الذين لا يملكون مرافقين معهم، وصلوا إلى التراب الوطني بعد استغلالهم من قبل شبكات إجرامية استولت على أموالهم، وغامرت بحياتهم، كون أن الكثيرين منهم ماتوا في الصحراء بسبب الظروف القاسية لرحلة هجرتهم”. وفي هذا السياق، جددت رئيسة الهلال ربطها الاتصالات بجميع الشركاء الاجتماعيين الدوليين لضمان التكفل بالمُرحلين فور عودتهم إلى وطنهم الأم، حتى يتسنى لهم الاستقرار وعدم التفكير في الهجرة مستقبلا، فقد ثمّنت رصد الحكومة السويسرية مبلغ 500 ألف فرنك سويسري من أجل مساعدة بعض المُرحلين على تجسيد مشاريع مصغرة، داعية دولا أخرى، وعلى رأسها الدول الأوروبية، إلى المساهمة في هذا العمل الإنساني.