سجّلت وزارة الثقافة الجزائرية موقعين جديدين ضمن التراث الثقافي المحمي، هما منارة “بنقوت” ومدينة زموري البحري الأثرية. وتقع منارة “بنقوت” المعروفة باسم “برج لفنار” في بلدية دلس (70 كم شرق ولاية بومرداس)، وهي من أشهر المنارات بالشريط الساحلي الجزائري، حيث تمّ إنجازها خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1881 من طرف المهندس الفرنسي “بنقوت”. وحسب الديوان الوطني للإشارات البحرية، فإن منارة “بنقوت” تتميز بارتفاع قدره 33.1 متر عن سطح الأرض و67.5 متر عن سطح البحر، ويُمكن أن تصل إشارتها الضوئية إلى مسافة 54 كيلومتراً. ومن خصوصيات هذه المنارة أيضاً، طابعها المعماري المستمدّ من العمارة المغاربية الأندلسية. وتعرّضت المنارة لأضرار جسيمة بسبب عملية تخريبية سنة 1994 نجمت عن زرع قنبلة داخلها من طرف مجموعة إرهابية، ما أدّى إلى توقيف العمل بها بعد أكثر من قرن على دخولها الخدمة. وخصّصت السلطات ميزانية لإجراء الإصلاحات الضرورية على المنارة، لكنّ الزلزال الذي شهدته ولاية بومرداس في شهر ماي من سنة 2003 ألحق أضراراً جسيمة بهذا المعلم التاريخي، ما أدى إلى توقيف العمل بالمنارة التي كادت تتحوّل إلى أطلال، لولا المبلغ المالي الذي خصّصته منظمة اليونيسكو لترميمها سنة 2008. ورغم محاولات إعادة الروح إليها، إلا أن منارة برج لفنار خارج الخدمة حالياً، فاسحة بذلك المجال للمنارة الجديدة التي تمّ إنجازها غير بعيد عنها سنة 2000. أما الموقع الثاني الذي صنّفته الجزائر ضمن قائمة تراثها الثقافي المحمي، فهو مدينة زموري البحري الأثرية شرق ولاية بومرداس. ويحظى الموقع الأثري بأهمية بالغة بالنسبة للمؤرخين والمختصّين في علم الآثار، نظراً لقيمته التاريخية والحضارية التي تعود لحقب مختلفة أهمُّها الرومانية والإسلامية. وتعود آخر الاكتشافات بهذا الموقع الأثري إلى سنة 2007، حيث تمّ العثور على عدد من المقتنيات التاريخية المهمة، ومنذ ذلك التاريخ بقي الموقع على حاله، إلى أن جاء القرار الأخير الذي صنّفه إلى جانب منارة برج لفنار ضمن قائمة التراث الثقافي الجزائري المحمي.