تنقل أمس الاثنين حوالي 50 من أفراد الحرس البلدي من ضحايا زيوت الاسكريل بالأغواط إلى العاصمة وسلموا ملفا طبيا لوزير الداخلية والجماعات المحلية للتكفل بعلاجهم، وهذا بعد أن أثبتت التحاليل الطبية التي قام بإجرائها فريق طبي من وزارة الصحة إصابتهم بأمراض خطيرة وخبيثة يصل بعضها للدرجة الثالثة جراء المواد السامة، تشع من زيوت الاسكاريل التي كانوا حراس عليها والمدفونة بمستودع منطقة برج نيلي ببلدية حاسي الرمل الصناعية دون وسائل وقائية، وقد أودت بحياة بعضهم وامتدت إصاباتها لأطفال بعضهم، ويطالب هؤلاء السلطات التدخل العاجل للتكفل بعلاجهم وعلاج أفراد عائلاتهم المصابين والتكفل بهم ماديا.
للإشارة تعود قصة زيوت الاسكرال بمستودع منطقة نيلي بمدينة حاسي الرمل الصناعية تاريخيا إلى سنة 1985، عندما أصدر الرئيس الشاذلي بن جديد مرسوما رئاسيا لمنع وتوقيف استعمال زيوت الاسكرال لتبريد المولدات الكهربائية، وتم اختيار منطقة نيلي بحاسي الرمل بالاغواط لدفنها وتخزينها دون الاستناد إلى مقاييس علمية لحمية البيئة والإنسان من خطرها، حيث تتوغل هذه المادة السامة التي تنتمي إلى الملوثات العضوية الثابتة والتي اعتبرت أنها من المواد الجد الخطيرة من طرف خبراء دوليين، إلى أعماق الأرض فتلوث المياه الجوفية وتشكل خطرا على الإنسان والنبات والحيوان، وتم توظيف حوالي 200 عامل لحراستها آنذاك دون توفير وسائل الوقاية منها.