يختتم "المتعجلون" من حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج اليوم الأربعاء، ثاني أيام التشريق والذي يعرف بيوم "التعجل". ويقوم المتعجلون برمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، ثم التوجه إلى بيت الله العتيق بمكةالمكرمة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج. وتدفقت جموع الحجيج صباح اليوم على منشأة جسر الجمرات لرمي الجمرات الثلاث، كما رموها أمس اتباعًا لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. ويبدأ وقت رمي الجمرات أيام التشريق، بعد الزوال، وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس، فيما أجازت فتاوى الرمي قبل الزوال. وفيما أنهى حجاج رمي الجمرات منذ الصباح، عاملين بالفتاوى التي تجيز الرمي قبل الزوال، يتوجه غالبية الحجاج إلى رمي الجمرات بعد زوال شمس اليوم (بعد الظهر) لرمي الجمرات الثلاث، وهو الوقت الذي يشهد فيه جسر الجمرات ذروة في عدد الحجاج. وإذا رمى الحاجُ الجمارَ اليوم (12 من ذي الحجة) "ثاني أيام التشريق"، كما فعل في اليوم الأول، أباح الله له الانصراف من منى إذا كان متعجلاً، وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير، بشرط أن يخرج من منى، قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث. وبعد رمي الجمرات، اليوم، يتوجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع إتباعا لقوله تعالى ((فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ)). وسيمكث الحجاج الراغبون في التأخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى، ويرمون في ذلك اليوم الجمرات الثلاث، كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، يتوجهون بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع. ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه. والجمرات الثلاث في منى هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه بها سيدنا إبراهيم عليه السلام. وجسر الجمرات هو جسر يوجد في منطقة منى في مكةالمكرمة وهو جسر مخصص لسير الحجاج لرمي الجمرات أثناء موسم الحج. وبدأ مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به- الذي تقدر تكلفته بنحو 4.2 مليارات ريال (1.7 مليار دولار) عام 2006، وذلك عقب وقوع حادث تدافع بين الحجيج على جسر الجمرات في جانفي من العام نفسه أسفر عن وفاة 362 حاجا.