يتعجب الناس من المعركة الجارية بين ولد عباس وأويحيى حول الرئاسيات القادمة بقفازات البلديات! ومن الطبيعي أن يتم ذلك، لأن البلديات الحالية هي التي تحدد ملامح الرئاسيات القادمة، وعلى ضوء نتائج هذه الانتخابات تتحدد من هي “الضرة “ التي تحظى بقلب الرئيس القادم، أو من يقرر من هو الرئيس القادم للجزائر. صراع “ضراير” السياسة في سرايا الحكم لا علاقة له بأصوات المواطنين في الانتخابات، بل له علاقة بمعارك “الشكارة” في شراء الذمم الانتخابية! أويحيى وولد عباس تأكدا من أن مقاطعة الانتخابات ستكون قوية وستكون رسالة أخرى للحكم قبل هذه الأحزاب على انتهاء السلطة إلى طريق مسدود على المستوى السياسي. رئيس الجمهورية نفسه أحس بالأمر ولهذا وجه رسالة في أول نوفمبر دعا فيها إلى إبعاد الجيش عن الصراعات السياسية والسياسوية في العراك السياسي السياسوي الحاصل في البلاد... وهذا معناه أن الرئيس وأحزاب التحالف قد أحست بأن الشرعية القادمة لاختيار الرئيس وليس انتخابه لم تعد بيد هذين الحزبين.. بل هي بالتأكيد ستعود إلى الجيش كما كان الأمر أول مرة قبل 60 سنة وزيادة؟! لم تعد هناك مؤسسة دستورية واحدة لها طابع الشرعية غير مؤسسة الجيش بإمكانها أن تفرض مرشحا للرئاسة، يمكن أن يقبل من طرف نسبة معقولة من طرف الشعب خارج هذه الأحزاب البائسة التي تسمى أحزاب التحالف الرئاسي! الرئيس يتحدث عن تشكيل جبهة وطنية ضد الأزمة التي تعصف بالبلاد! والحال أن أحزاب التحالف الرئاسي نفسها لم تستطع أن تتفق، فكيف لها أن تدعو إلى تشكيل جبهة وطنية! واضح أن الواجهة السياسية للحكم قد تعبت ولم تعد صالحة كواجهة للحكم، وهذا يدعو الرئيس إلى توسيعها إلى جبهة وطنية! لكن من باستطاعته أن يتحالف مع أناس أوصلوا البلاد إلى هذه الوضعية؟! ومن باستطاعته أن يسمع لأويحيى وولد عباس وهما يتصارعان كالديكة على من يكون له شرف قيادة تحالف جديد يؤدي إلى إنجاز كارثة رئاسية جديدة تعمّق الأزمة الوطنية! لو أراد الرئيس بوتفليقة أن ينجز شيئا ما في السياسة لصالح البلاد لأنشأ حركة سياسية أخرى خارج هذا الثنائي البائس (الأرندي والأفالان) أو على الأقل عصف بقيادات هذين الحزبين لأنها أخذت في الانتخابات التشريعية الأخيرة أقل من 15% من الأصوات، وستأخذ نصف هذه النسبة في الانتخابات المحلية القادمة! لا يمكن أن يكتب النجاح لأي تحالف يعيد إلى السلطة بريقها ما لم يتم خارج هذه الوجوه التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه! شرط ميلاد ديناميكية سياسية مقبولة تتطلب التشبيب والتجديد، وهذه الشروط لا تتوفر لا في الأرندي ولا في الأفالان ولا في من يدور في فلكهما؟! [email protected]