شُيِّعت بعد صلاة العصر أمس جنازة مناصر شباب قسنطينة إيسيل عبد الجليل (26 سنة) في مقبرة الخروب، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في صبيحة نفس اليوم بمصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي. عاشت مدينة قسنطينة أمس وعلى الخصوص بلدية الخروب حدادا على روح مناصر شباب قسنطينة إيسيل عبد الجليل الذي تعرض بعد لقاء الجمعة الفارط بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر إلى دهس من طرف سيارة ”بيكانتو” فر صاحبها بعدها إلى وجهة مجهولة. وعرفت جنازة الفقيد جوا مهيبا بحضور المئات من أنصار شباب قسنطينة وكذا جيرانه، علاوة على الحضور المكثف لمسيري النادي القسنطيني، على غرار المناجير طارق عرامة والمسير سليم العايب، وكذا مسيرين ولاعبين سابقين للفريق، إضافة إلى مدرب ”السنافر” عبد القادر عمراني، وقائد الفريق ياسين بزاز، هذا الأخير الذي عبر عن أسفه لوفاة مناصر النادي القسنيطيني، مؤكدا بأنه خسارة لعائلته وللفريق، داعيا أنصار مختلف الفرق إلى التحلي بالروح الرياضية وتجنب العنف، لأنها كما قال مجرد لعبة كرة قدم. أما أقارب وجيران الضحية فكانوا في قمة التأثر والغضب في نفس الوقت، مرجعين مسؤولية وفاة المناصر إلى ما أسموه قنوات الفتنة التي تفرق حسبهم بين الأنصار ”عن طريق محللين غير عقلانيين في تحليلاتهم”، مطالبين السلطات العليا بوقف كرة القدم واستثمار الأموال الموضوعة فيها في مجالات أخرى تخدم المواطن. ويذكر أن الجنازة حضرها أيضا عدد من مناصري فريق اتحاد العاصمة الذي سيلاقي عشية اليوم نظيره شباب قسنطينة في ملعب الشهيد حملاوي، وأكد المناصر نجيب تضامنه مع عائلة الفقيد قائلا ”الذي قتل عبد الجليل ربي وكيلو، يجب وقف كرة القدم، لأنها لعبة للتآخي وليس للتناحر، وأنا أعترف بحسن الاستقبال الذي لاقيناه منذ مجيئنا إلى قسنطينة من سكان هذه المدينة الذين لم يبخلوا علينا بشيء”. يُذكر أن مناصر شباب قسنطينة إيسيل عبد الجليل يعد ثاني حالة وفاة بخصوص لقاء ”الشناوة” و ”الكناري”، وذلك بعد الحالة الأولى لمناصر من الشبيبة القبائلية الذي تعرض لحادث مرور مميت قبل اللقاء على مستوى حي زواغي بقسنطينة.