يلعب المنتخب الوطني لكرة القدم وديته الأخيرة، اليوم، بمواجهة المنتخب البرتغالي بلشبونة، في مباراة يحتضنها ملعب دي لالوز بداية من الساعة الثامنة والربع مساء، وستحدد بنسبة كبيرة مصير رابح ماجر ومستقبله على رأس العارضة الفنية ل”الخضر” قبل ثلاثة أشهر على موعد استئناف تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019. مباراة الجزائروالبرتغال تندرج في ظروف استثنائية، وإذا كانت “أقوى المباريات” ل”الخضر” في عهد رابح ماجر تتشابه من حيث قيمة المنافس مع آخر مباراة له سنة 2002 كمدرب للمنتخب الجزائري الذي غادر ماجر العارضة الفنية عقب تعادل سلبي “تاريخي” أمام بلجيكا في مباراة ودية، بقرار من محمد روراوة، فإن وجه الشبه يتجه ليشمل مصير رابح ماجر عقب انتهاء مباراة اليوم التي تقدّم مؤشرات قوية على أنه، هي أيضا، الأخيرة له. ويمكن أن تشكّل مباراة البرتغال للنجم الكروي الأسبق الذي صنع مجده كلاعب من البرتغال وتحديدا من نادي بورتو، نقطة تحوّل مهمة في علاقته مع الاتحادية، وقد تعيد له شيئا من التقدير الذي فقده منذ أن تولى تدريب المنتخب بسبب ضعف النتائج وتعامله بتعال مع الإعلام وعدم تقبله للانتقادات، فأي فوز أو تعادل أمام رفقاء “الدون” الذين يحتفظون باللقب الأوروبي منذ 2016، سيمنح، لا محالة، ورقة ضغط جديدة لرابح ماجر لإعادة تلميع صورته لبقائه “عنوة” في منصبه الذي لا يريد مغادرته، مرة أخرى، من الباب الضيق، ما يجعل من المباراة الودية أمام المنتخب البرتغال أكثر من مهمة، فهي ستحدد بنسبة كبيرة مستقبل ماجر وأعضاء الطاقم الفني، حتى وإن كانت الاتحادية قد استبقت الأحداث وجهزت قرار إبعاد ماجر قبل أن تعرف المستوى الذي سيظهر به المنتخب أمام البرتغال ولا حتى النتيجة التي سيحققها في أقوى وأصعب اختبار. مباراة البرتغال التي ستشهد حضور العديد من أنصار المنتخب الوطني المتواجدين بلشبونة، قد تكون “رحيمة” على ماجر، على الأقل من مدرجات الملعب خلال التسعين دقيقة، كون الانتقادات التي طالت المدرب الوطني منذ انطلاق مباراة منتخب الرأس الأخضر يوم الجمعة الماضي بملعب 5 جويلية 1962 الأولمبي بالجزائر العاصمة، أثرت بشكل كبير على نفسية المدرب، بل حتى اللاعبين لم يتقبلوا انتقادات الأنصار له وتصفيرهم عليهم ومساندتهم للمنافس، وتم تسويق ذلك على أنه أحد أسباب السقوط أمام الرأس الأخضر. ورغم نفور الجماهير كل يوم من المنتخب بطبعة رابح ماجر، إلا أن مستوى ومكانة منافس اليوم وتأكيد مشاركة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، يجعل الاهتمام الجماهيري بمباراة البرتغال بلشبونة لا تقل أهمية عن المباريات الرسمية، حتى وإن كان ماجر لايزال على رأس “الخضر”، كون الموعد الكروي يبقى مهما وجديرا بالمتابعة، على أن تحدد التسعين دقيقة مصير الطاقم الفني وموقف الاتحادية.