عرف الشريط الحدودي الغربي للبلاد، أمس الأحد، تعزيزات أمنية غير مسبوقة على مستوى المراكز الحدودية البرية المغلقة على تراب بلدية مغنية في ولاية تلمسان، مثل مركز العقيد لطفي في مغنية ومدخل مدينة مرسى بن مهيدي الساحلية الحدودية في المكان المسمى بلجراف، حيث اعتاد المصطافون من زوار المدينة التوقف لالتقاط صور تذكارية على بعد أمتار قليلة من التراب المغربي. وأكد شهود عيان انتشار عناصر الدرك الوطني بالمكان منذ الساعات الأولى للصباح، مانعين توقف المركبات والأشخاص على غير العادة, وهذا بعد انتشار أخبار عن الدعوة إلى مسيرة وحراك شعبي على ضفتي الحدود للمطالبة بفتح معبر استثنائي لمرور العائلات الجزائرية والمغربية دون المساس بقرار الحدود البرية المغلقة. وبمركز العقيد لطفي قرب مغنية، على بعد خمسة عشر كلم من مدينة وجدة المغربية، توجه ناشطون من رابطة حقوق الإنسان مكتب تلمسان وجمعية المواطنة من مدينة مغنية وصحفيون وامرأة مغربية مسنة رفقة ابنها، إلى مدخل المركز الحدودي المغلق، في وقفة رمزية رفعوا فيها شعارات فتح الحدود، مرفقين بعجوز مغربية مسنة قالت “إنها تبلغ من العمر 74 سنة وأنها منذ أكثر من 24 سنة لم تزر أهلها على التراب المغربي، رغم إقامتها في إحدى قرى مغنية على بعد أمتار قليلة من مسكنها العائلي، وبسبب عجزها فهي لم تكن تستطيع العبور عن طريق الهجرة السرية، كما أن إمكانياتها المادية لا تسمح لها بركوب الطائرة من وهران باتجاه الدار البيضاء ثم القطار باتجاه وجدة والمسار نفسه عند العودة، في حين أن مسيرة ربع ساعة بالسيارة تكفيها للوصول إلى بيت العائلة في حالة فتح معبر للراجلين من العائلات”. ومن جهته، قال فالح حمودي، عضو المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مكتب تلمسان، “إن تواجده الرمزي بالمركز الحدودي البري المغلق هو من أجل لفت نظر السلطات العليا في البلاد إلى ضرورة التكفل الإنساني بالعائلات الجزائرية، وحتى المغربية التي لا تستطيع السفر عبر الطائرة، وتمكينها من معبر استثنائي لعبور الحدود”. وفي الجهة المقابلة، تجمع المئات من الجزائريين والمغاربة بالمركز الحدودي “زوج بغال”، تحت شعار “خلي الحدود تفتح”، في وقفة تضمنت المطالب نفسها, وتعتبر المبادرة الثانية من نوعها منذ غلق الحدود البرية, والتي انبرى فيها المجتمع المدني الجزائري والمغربي بعيدا عن التجاذبات السياسية لطلب فتح الحدود استثنائيا لعبور العائلات لدواع إنسانية، بعد وقفة مماثلة دعت فيها نقابة المحامين المغاربة ووفد من نقابة المحامين لناحية تلمسان، في صائفة 2009، إلى فتح الحدود البرية بين البلدين.