تعترف حركة مجتمع السلم بأن مشاركة نائبها إسماعيل ميمون في اجتماع لمكتب المجلس الشعبي الوطني، الخميس الماضي، تحت رئاسة معاذ بوشارب، "موقف محرج" وبأنه متناقض مع إعلانها أن بوشارب "رئيس غير شرعي" للغرفة البرلمانية الأولى، على أساس أنه مفروض بالقوة في هذا المنصب، في انقلاب على الرئيس الشرعي السعيد بوحجة. وشوهد ميمون في صور نشرت على شبكة التواصل الاجتماعي مشاركا في أول اجتماع للمكتب برئاسة بوشارب، من موقعه أحد نوابه التسعة، ما أثار انتقادات حادة بحجة أن الحزب الإسلامي "يقول شيئا ويفعل نقيضه". وحول ذلك يقول برلماني الحزب الأكثر حضورا إعلاميا في أزمة شرعية البرلمان، ناصر حمدادوش، ل"الخبر": "للأسف الشديد.. الموالاة تصنع وتتفنن في الأزمات ونحن ندفع ثمن ذلك.. فأزمة رئيس المجلس الشعبي الوطني هي أزمة داخلية تخص حزب جبهة التحرير الوطني والموالاة، وهم من يتحملون مسؤولية الخروقات الدستورية والقانونية المرتكبة، ولا يمكن لأي أحد أن يحملنا أي مسؤولية في تلك المهزلة". وأشار نائب ولاية جيجل إلى أن نواب حمس لم ينتخبوا على بوحجة رئيسا للغرفة الأولى، ووقفوا ضد استخلافه بنائب ولاية سطيف بوشارب "وهم بالنسبة إلينا سواء من الناحية السياسية، لأنهما ينتميان إلى نفس المنظومة المسيطرة على المجلس وعلى الحكم بسلطة الأمر الواقع، والجميع في الجزائر يخضع إلى نفس منظومة الأمر الواقع". وأوضح حمدادوش أن حضور ميمون في اجتماع مكتب المجلس "صحيح أنه موقف محرج ويبدو متناقضا، لكنه عند الموازنة والترجيح فإننا مكرهون على التعامل مع هذا الوضع بالواقعية السياسية وليس بالعنتريات الفارغة، ولن يضفي أحد الشرعية على هذه المؤسسات بانسحابه أو بقائه فيها، وإن كان هناك من ينبغي أن يستقيل فهم نواب الموالاة المتسببون في هذه المأساة". وأضاف: "تواجدنا في المجلس وفي هياكله هو حقٌّ طبيعي، وفق التمثيل النسبي، ونحن لا نمثّل أنفسنا فقط، بل نمثّل أحزابنا والشعب الذي انتخبنا، وهذه المواقف الحدّية لن تزيد الوضع إلا تأزيما وغلقا للأفق السياسي أمامنا". ويرى حمدادوش أن استمرار نواب حمس في المجلس وهياكله "هو ممارسة لصلاحياتنا البرلمانية كنواب وككتل برلمانية، سواء في الجلسات أو في اللجان أو مكتب المجلس أو في الهيئات الدولية، ولا علاقة له بجلسة إعادة انتخاب رئيس جديد، لذلك لا يمكن أن نتحمل مسؤولية أخطاء غيرنا، ونحن نمثل الشعب الذي انتخبنا وفرض علينا التواجد بهذا المجلس ولا يمكننا أن نخون ثقته.. سنتعامل معه كأمر واقع، كما أن وضع البلاد بأكمله يتعامل الجميع في الداخل والخارج كأمر واقع.. إن رحيل بوحجة ومجيء بوشارب هو أزمة تتحملها الموالاة، وهما بالنسبة إلينا سواء من الناحية السياسية، فكلاهما من نفس منظومة الحكم التي فُرضت علينا جميعا". ودائما حول الجدل الذي خلفه حضور نائب حمس في اجتماع أشرف عليه بوشارب، قال حمدادوش: "هذه قضية اجتهادية وتقديرية، والأصل أنها تفصيل وجزئية أمام المهازل التي تعيشها البلاد، وما هي إلا انعكاس حتمي لذلك، فأزمة البلاد وشرعية المؤسسات المعطوبة وسياسية الأمر الواقع أكبر وأخطر من أزمة المجلس الشعبي الوطني، لذلك يجب ألا نغرق في مثل هذه المعارك الجانبية".