إذا كان شهر أكتوبر اقترن فيما مضى بأحداث 5 أكتوبر 1988 التي كانت شرارة تغيير طبيعة النظام في الجزائر من الأحادية (الحزب والنقابة..) إلى نظام تعددي متفتح سياسيا، إعلاميا، نقابيا واقتصاديا، وإذا كان الشهر أيضا ارتبط باللون الوردي في حملة توعوية تحسيسية لمكافحة سرطان الثدي، وإذا ارتبط الشهر أيضا بالزلزال الذي ضرب منطقة الاصنام في عام 1980 مخلفا مئات القتلى والجرحى، فإن شهر أكتوبر 2018 ارتبط بموضوع طغى على الرأي العام الوطني بل والعالمي، بما فعلته "الكادنة" والسلاسل التي أقفل بها نواب المجلس الشعبي الوطني أبواب الغرفة السفلى للبرلمان، في مرحلة من مراحل عزل السعيد بوحجة من رئاسة المجلس الشعبي الوطني.. بعيدا عن السياسة، حاولنا في هذه الورقة العودة إلى موضوع "الكادنة" لكن من زوايا أخرى. وقد حاولنا أن نكشف ونكتشف من وراء فكرة "الكادنة" والسلاسل، مثلما حاولنا الكشف عن واضعها على باب الغرفة السفلى للبرلمان، وأيضا من كان وراء نزعها بعيدا عن الأعين، وعن سعر السلاسل، و "الكادنة" التي لم يتعد سعرها 700 دينار.
تابعونا على..فايسبوك
وفي الموضوع تحاشى النواب من مختلف تشكيلات أحزاب الموالاة، ومعهم عدد من النواب الأحرار، الكشف عن صاحب فكرة السلاسل و "الكادنة"، غير أنهم قالوا بأنها فكرة لنائبين: أفالاني من إحدى ولايات وسط البلاد وزميله في الحزب من غرب البلاد، معروف عليه خوضه معارك سياسية عديدة على مستوى حزبه محليا ووطنيا. أما المحل الذي اقتُنيت منه تلك السلاسل و "الكادنة" فدار الحديث بأنه محل قريب من مقر المجلس الشعبي الوطني، بشارع طنجة، وقد انتقلت "الخبر" إلى كل محلات العقاقير والخردة المجاورة لمقر الهيئة التشريعية بالجزائر العاصمة، غير أن أصحابها نفوا أن يكونوا باعوا تلك "الكادنة" لأحدهم، أو أنهم لم ينتبهوا للأمر، وساق هؤلاء الآية الكريمة "إن البقر تشابه علينا وإنّا إن شاء الله لمهتدون". ولما سألت "الخبر" أصحاب هذه المحلات عن سعر "الكادنات"، قالوا إن سعرها يكون بين 650 و700 دينار. أما مخترع "الكادنة" في شكلها الحالي، مع بعض التطوير، فلم يكن إلا السويدي كريستوفر بولهيم (1661/1751).