أكد مدير قسم الفيروسات التنفسية بمعهد باستور الجزائر، الدكتور فوزي درار، أن تركيبة فيروس الأنفلونزا الموسمية لهذه السنة مغاير لتركيبة السنة الماضية، حيث إن النوع "ب" ليس نفسه ومن شأنه أن يكون فيروسا خطيرا، داعيا من استفاد من التلقيح السنة الماضية وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة إلى الخضوع له بالضرورة هذه السنة، مشيرا إلى أن لقاح هذا العام يعد مهما جدا بل وأكثر ضرورة من السنوات الماضية بحكم شراسة الفيروس الذي قد يعرض المصاب للموت. ووصف الدكتور فوزي درار، مدير قسم الفيروسات التنفسية بمعهد باستور الجزائر، في تصريح ل"الخبر"، إقبال الجزائريين على التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية بال"محتشم"، موضحا أنه رغم تسجيل وعي لدى بعض الجزائريين خلال ال10 سنوات الأخيرة بأهمية هذا اللقاح يبقى إقبالهم عليه محتشما مقارنة بالأهداف التي سطرتها المنظمة العالمية للصحة التي أكدت أن الهدف من التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية هو حماية المرضى والأشخاص من تداعيات الداء، حيث بينت معطيات الصحة العالمية، حسب درّار، أنه لضمان هذه الأهداف يجب أن يتم التوصل لتلقيح نسبة 75 بالمائة من الفئات المعنية والممثلة في النساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة وخاصة منهم مرضى السكري. وأشار المتحدث إلى أن الجزائر لم تصل للمقاييس التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، حيث "مازلنا في نسبة تلقيح منخفضة لا تتعدى ال30 بالمائة"، رغم أن ما جلبته الجزائر من جرعات يمثل عدد الجرعات التي استفادت منها القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، وهو جهد يجب أن يثمّن بالإقبال على التلقيح من باب الوقاية من مضاعفات داء الأنفلونزا الموسمية، علما أن تركيبة فيروس هذه السنة مغايرة للسنة الماضية، حيث إن المعروف أن هناك تركيبة جديدة كل عام وتحوي نوعين "أ" و"ب"، والمسجل هذه السنة أن النوع "ب" ليس نفسه في السنة الماضية، حيث إن "ب" السنة الماضية يتماشى مع النوعية التي تسري في الجزائر، علما أن الجديد متواجد حاليا بأمريكا وبعض دول أوروبا وأستراليا، وبالتالي إن دخل الجزائر، وهذا محتمل جدا، من شأنه أن يكون خطيرا ومن شأن انتشاره أن يسجل كثيرا من الضحايا، ودعا درار المرضى الذين لقّحوا السنة الماضية إلى أن يخضعوا للقاح هذا العام، لأن المناعة التي اكتسبوها العام الماضي لم تعد متوفرة. للتذكير، فقد توفي 26 جزائريا خلال 2017 جراء تعرضهم للزكام الموسمي، غالبيتهم من المصابين بأمراض مزمنة، غير أن الزكام زاد من تفاقم حالاتهم، بينما شهدت سنة 2016 وفاة 23 شخصا. وكان تسجيل زيادة في الوفيات وراء تخوف الجزائريين وإقبالهم أكثر على التلقيح ضد الزكام الموسمي، وهذا ما جعل وزارة الصحة تلجأ إلى اعتماد 40 ألف جرعة إضافية تحسبا لشتاء 2018، تم توزيعها عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن، مع تخصيص حصة وجهت لتباع بالصيدليات على أساس تعويضها من قبل صندوق الضمان الاجتماعي.