السلطة الهزيلة التي تحكم الجزائر لا تماثلها في الهزال سوى المعارضة التعيسة! المعارضة التي طرد الثائرون في الشوارع جزءا من قيادتها وامتعض الشارع الثائر من جزء من رجالها، هذه المعارضة راحت تجتمع وتبحث عن حل يعيدها إلى الحياة السياسية بعدما قبرها الحراك قبل أن يقبر السلطة! ما أجمل هذه الجملة “قوى التغيير من أجل نصرة خيار الشعب”! إنها بالفعل تشبه عبارة “الأم العازبة تبحث عمن يسجل مولودها باسمه؟! المعارضة غير الشرعية على علاقة غير شرعية مع الشارع الثائر فأنتجت وأنجبت مولودها “قوي التغيير لنصرة خيار الشعب” كحركة سياسية، وذهبت الأم العازبة (المعارضة) إلى تسجيل هذا المولود باسم الجيش من خلال توجيه ندائها الى الجيش كي يتبنى مشروعها؟! هؤلاء أشباه البشر ولا أقول أشباه السياسيين كان عليهم أن يحلوا أحزابهم ويلتحقوا بالشعب في مطالبه، لا أن (يڤمطوا) مولودا غير شرعي جاء من علاقة غير شرعية مع الشارع ويراد تسجيله باسم الشعب على ذمة الجيش؟! صحيح أن الثورة الشعبية الهادئة التي حدثت في البلاد قد أعادت الكرامة إلى الشعب الجزائري والشباب خاصة، لكنها أيضا أبانت عن ظواهر غاية في “القرف”! فمن كان يتصور أن شخصا مثل العيفة أويحيى يقول في أخيه ما قاله في إحدى القنوات التلفزيونية. إنها صورة لا ترد في التاريخ البشري إلا في صورة قابيل وهابيل! وإن كان قابيل وهابيل ليسا أبناء “ضراير” كما هو حال العيفة وسي أحمد الوزير الأول السابق؟ هل كان من الواجب على الإعلام الجزائري البائس أن يقدم للرأي العام مثل هذه الصور البائسة؟! دون أن يتحمل المسؤولية الكاملة في المساس بالأمن المعنوي للشعب! إنني بقدر ما أعتز وأفتخر بما يجري في ثورة الشارع، أشعر بمرارة من الحقارة التي يمارس بها بعض الإعلاميين هذه المهنة خارج كل الأخلاق المهنية! وهي حقارة لا تماثلها سوى حقارة بعض سياسيي السلطة وهم يقفزون في سفينة أو من سفن السلطة المهددة بالغرق؟! أخشى ما أخشاه أن يذهب جمال زبد الشارع جفاء وتمكث في الأرض مزابل النظام والمعارضة بأبعادها المعروفة من رداءة! سترك يا رب؟! [email protected]