صرح المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط فابريزيو كاربوني، اليوم، أن البلدان المنكوبة بالنزاعات تحتاج إلى دعم عاجل، لكبح انتشار جائحة "كوفيد19"، في ظل ضعف الرعاية الصحية وقلة المياه والكهرباء إن وجدت، وانقطاع سبل كسب العيش وارتفاع الأسعار ودمار البنية التحتية. وقال في بيان تسلمت "الخبر" نسخة منه إنه "ستظهر احتياجات جديدة ما لم يُدرِج المجتمع الدولي التوابع الاجتماعية-الاقتصادية في الاعتبار في آليات الاستجابة. وعلى السلطات وجهات الاستجابة المحلية أن تحشد الدعم اللازم الآن لضمان حماية حياة الناس وسبل كسب عيشهم وأمنهم الغذائي لاحقًا". "فالتدابير الصحية العامة التي لا بد منها مثل الإغلاق وحظر التجوال، تجعل من الصعب أو المستحيل لكثير من الناس إعالة أنفسهم وأسرهم. بحسب المسؤول الإغاثي، فالمتاجر الصغيرة أُغلقت، والمقاهي التي كانت تضج بالحياة لا تجد روّادًا، والباعة المتجولون فقدوا زبائنهم. والتحول إلى العمل عبر الإنترنت ليس حلًا ممكنًا للجميع. وبمرور الوقت، قد تتفاقم بشدة مستويات الجوع وسوء التغذية والأمراض المزمنة والضغط النفسي المرتبطة بالمشاكل الاقتصادية". "والكثير من الناس عبر منطقة الشرق الأوسط يعيشون بالفعل عيشة الكفاف، ويكابدون مصاعب جمّة في سبيل البقاء على قيد الحياة وإعادة بناء حياتهم. ففي سورية، شعرت بالأسى لرؤية أطفال في مثل سن أطفالي يلعبون في المخيمات. وهؤلاء بعض من ملايين الناس الذين نمد لهم يد العون ليحصلوا على مياه نظيفة كل يوم. وفي العراق، أخبرتي أمهات وأرامل ما يعنيه الدعم الذي نقدمه لمشاريعهم الصغيرة بالنسبة إلى عائلاتهم". ينقل كاربوني. وأفاد المتحدث أن الهيئة تبذل قصارى جهدها– بالتعاون مع شركائنا من الصليب الأحمر والهلال الأحمر – لمساعدة الناس الأشد ضعفًا في المنطقة، ولتعزيز الجهود لمنع انتشار الفيروس. وأضاف المتحدث "لقد غيرنا طريقة عملنا من أجل الحفاظ على سلامة موظفينا والناس الذين نقدم لهم المساعدة، عبر مراعاة التباعد الجسدي في أثناء عمليات التوزيع، وارتداء معدات الحماية، وتغيير طريقة إيصال مساعدات بعينها والتحويلات النقدية على سبيل المثال. وسنستمر في التواؤم والابتكار تبعًا للحاجة". نماذج عن الاستجابة سورية: التبرع بمجموعات مستلزمات النظافة الصحية على المحتجزين، ومعدات ومواد وقائية من قبيل المطهرات والقفازات والنظارات الواقية والثياب الواقية للسجون المركزية الخاضعة لسلطة وزارة الداخلية، ووضع تدابير وقائية في مستشفى مخيم الهول الميداني الذي تديره اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري، وتوزيع مجموعات مستلزمات النظافة الصحية على 750,000 نازح داخليًا على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. العراق: التبرع بمعدات ومواد الحماية الشخصية مثل المطهرات والقفازات والنظارات الواقية والثياب الواقية للمرافق الصحية وأماكن الاحتجاز في أرجاء البلاد. وعن عدد الجهات التي جرى التبرع إليها حتى تاريخ هذا البيان: 18 مركزًا من مراكز الرعاية الصحية الأولية، ومستشفيان، و15 مركزًا من مراكز إعادة التاهيل البدني، و27 مكان احتجاز تؤوي 45,000 محتجز. اليمن: قدمت اللجنة الدولية دورات تدريبية، ومعلومات ومواد وقائية وُزِّعت على مستشفيات ومراكز رعاية صحية ومراكز غسيل كلوي، إلى جانب الدعم المستمر المقدم إلى هذه المرافق، وتنفيذ حملة إعلامية عامة شملت مواد إذاعية عن تدابير الوقاية من كوفيد-19. غزة: تبرعت اللجنة الدولية ب 20,000 قناع واقٍ ومواد حماية أخرى لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كما تدعم جهود الحجر الصحي التي تنفذها السلطات بالتبرع ببطانيات وفُرُش ومستلزمات نظافة صحية. هذا فضلًا عن توفير مقاييس حرارة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لفحص الحالات المشتَبه في إصابتها وغير ذلك من المعدات الطبية. لبنان: تدعم اللجنة الدولية المرفق الرئيسي لفحص وعلاج الحالات المرتبطة بكوفيد-19، وهو مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وذلك من أجل تعزيز قدرته على الاستجابة وطاقته الاستيعابية من الأسرّة، وتعمل اللجنة الدولية كذلك مع سلطات الاحتجاز في سجن رومية من أجل تطوير مرافقه وتجهيز مبنى لعزل الحالات المشتبه في إصابتها والمؤكدة. الأردن: وفرت اللجنة الدولية مستلزمات النظافة الصحية ومعدات الحماية لأماكن الاحتجاز والمؤسسات الإصلاحية، وتواصل تنفيذ برامج التحويلات النقدية للّاجئين السوريين مع أخذ تدابير وقائية. إيران: تدعم اللجنة الدولية جمعية الهلال الأحمر الإيراني التي تقود جهود التصدي للجائحة، عن طريق تقديم خدمات في مجالات عدة منها تطهير السجون، وفحص الحالات وعلاج المصابين، وتنفيذ حملات إعلامية عامة، ودعم سبل كسب العيش للفئات الضعيفة المتضررة.