فقدت أسرة حقوق الإنسان، مساء اليوم الاربعاء، الإستاذ الجامعي والمحامي مسعود بباجي، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة مع المرض، في مسكنه العائلي وسط أهله وأصدقائه ورفاقه في النضال في مدينة وهران. وقد كان المرض قد اشتد بالراحل في الثلاثة أشهر الأخيرة، وقرر مع أطبائه أن يمكث في بيته منتظرا قدره. وبرحيله تفقد وهران أحد "أشرف" أبناء الشهداء وكبير المناضلين السياسيين اليساريين. والذي كرس كل حياته للدفاع عن "الجمهورية" وحقوق الإنسان. فقد ولد الراحل في خمسينيات القرن الماضي في بلدية وادي الأبطال (فرطاسة) بولاية معسكر التي استقر فيها أهله قادمين من ولاية تيزي وزو، للانضمام إلى جيش الأمير عبد القادر في مقاومته للاستعمار الفرنسي. حيث كانت عائلة بباجي مختصة في صناعة الأسلحة. وفقد مسعود بباجي والده وهو طفل صغير، عندما استشهد حاملا للسلاح سنة 1957 في سيدي امحمد بن عودة في غليزان، التي يوجد فيها شارع يحمل اسمه "محمد بباجي". وكان الشهيد مناضلا في الحزب الشيوعي الجزائري ومراسلا ليويمية "آلجي ريبيبلكان" من غليزان. وكان من الطبيعي أن يعتنق الراحل مسعود بباجي، عندما كبر الفكر اليساري، ويناضل في حزب الطليعة الإشتراكية ثم الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وكان المرحوم الهاشمي شريف، يختار بيته للقاء المناضلين والصحافيين، خلال فترة الإرهاب. درس المرحوم مسعود بباجي الحقوق في جامعة وهران، واشتغل في المحاماة، ثم تفرغ للتعليم في جامعة جيلالي اليابس في سيدي بلعباس. وكان من أوائل المؤسسين لنقابة مجلس أساتذة التعليم العالي (كناس). كما اندمج في النضال الشعبي ضد العهدة الرابعة في 2014 فيما سمي "سي.أن.سي.دي". وتعلق في السنوات الأخيرة بصداقة حميمية مع الشيخ بن تونس مقدم الطريقة العلوية الموجود مقرها في مستغانم. وبالرغم من تعبه صحيا، إلا أنه كان من أوائل الذين خرجوا إلى الشارع في وهران مع انطلاق الحراك في 22 فيفري 2019 . وبرحيله يفقد النضال من أجل حقوق الإنسان في وهران أحد أعمدته.