يتحدث مهاجم المنتخب الوطني، إسلام سليماني، في هذا الحوار الذي خص به “الخبر”، عن وضعيته الحالية مع نادي ليستر سيتي الإنجليزي ويوضح طبيعة علاقته الحالية مع ناديه وأسباب مشاركته الأخيرة مع الرديف، ويكشف عن استعداده للانتقال إلى ناد جديد خلال مرحلة التحويلات الشتوية دون تقديم تفاصيل عن العروض التي وصلته. كما يتحدث إسلام سليماني في هذا الحوار عن غيابه الأخير عن المنتخب الوطني وطموحه للعودة وحلم المشاركة في مونديال قطر وتحطيم رقم تاسفاوت، مجددا دعوته للكف عن الحديث عن اللاعبين المغتربين الذين فضلوا اللعب لمنتخب فرنسا وضرورة التركيز على ما يفعله لاعبون في صورة المتألق رامي بن سبعيني. من أين تريد أن نبدأ هذا الحوار؟ أريد أن أبدأ بالترحم على روح الفقيد الرئيس محند الشريف حناشي، رجل أفنى حياته في خدمة شبيبة القبائل والكرة الجزائرية. أتذكر جيدا كيف سعى في أكثر من مناسبة لكي يحولني إلى فريقه، لكن ذلك لم يكن ممكنا، كنت مرتاحا مع فريقي شباب بلوزداد... اللهم اغفر له وارحمه وتعازينا الخالصة لعائلته.. قبل يومين (الحوار أجري أمس) لعبت مع الفريق الرديف لنادي ليستر سيتي، هناك من اعتبر ذلك انتقاصا من مكانتك؟ يجب أن يعرف هؤلاء أنه في عالم الاحتراف في أوروبا لا يمكن لأي كان أن يفرض عليك اللعب مع الفريق الرديف، أنا من طلب ذلك، وبما أنني لا أشارك مع الفريق الأول، فضلت الحصول على ريتم المنافسة وأن أكسب بعض الدقائق في الأرجل تحسبا ل”الميركاتو” القادم، وليكن في علمكم لم أكن الوحيد الذي اخترت اللعب في الرديف، فكان إلى جانبي لاعبان من الفريق الأول شاركا بدورهما لذات السبب. هل يمكن أن تشرح لنا وضعيتك في نادي ليستر بالتحديد؟ وضعيتي واضحة، عقدي مع ليستر ينتهي بنهاية الموسم الجاري ومن الطبيعي أن يبحث النادي عن تحويلي للاستفادة ماديا قبل ذلك، وبدوري كان من الطبيعي أن أبحث عن الانتقال إلى ناد آخر، على ضوء هذا كنت خارج حسابات وخطط مدرب ليستر، بدليل أنه لم يتم قيدي في قائمة الفريق المشاركة في بطولة “اليوربا ليغ”.. كان من المفروض أن يحدث ذلك خلال مرحلة التحويلات الأخيرة، للأسف لم يتحقق ذلك وتم التأجيل إلى مرحلة التحويلات الشتوية، وهو ما أستعد له منذ الآن، عبر التدرب بكل جدية واللعب مع الفريق الرديف. لم نصل بعد إلى مرحلة التحويلات الشتوية، لكن اسمك يتردد منذ الآن في عدد من الفرق، أولها نادي سانت إيتيان الفرنسي؟ هناك اتصالات، لكن أفضل عدم الخوض في هذا الموضوع، لأنه سابق لأوانه، لا يجوز الحديث عن الاتصالات وأنا لازلت مرتبط بعقد مع فريق آخر. تبدو واثقا من العودة إلى الواجهة خلال “الميركاتو” المقبل؟ .. لا تقلق، سأرفع التحدي وأعود إلى الواجهة كما فعلت من قبل وأفعل دائما. نعود قليلا إلى الوراء، فسر لنا كيف لمهاجم كان من بين أفضل الهدافين والممررين الحاسمين في بطولة فرنسا الموسم الماضي في موناكو الفرنسي أن لا يحتفظ به؟ لعبت على شكل إعارة في موناكو لموسم واحد، أديت واجبي، وإذا لم أبق في الفريق فهذا الأمر يتعداني، يجب أن يعرف الجميع أن الانتقالات في البطولات الكبرى تحددها عوامل كثيرة ليست متعلقة فقط بالجانب الرياضي. الصحافة الفرنسية ربطت اسمك بنادي أولمبيك ليون، لكن ذلك لم يتجسد على أرض الواقع؟ صحيح، كان هناك اهتمام جدي واتصالات متقدمة جدا مع هذا الفريق حتى آخر دقيقة من “الميركاتو” الأخير، لكن هنا أيضا لا يمكنني الخوض في تفاصيل ما حدث والأسباب التي وقفت وراء عدم توقيعي لنادي ليون. ألا يبدو الأمر غريبا، خاصة أنك كنت محور ثناء وإشادة واسعة في فرنسا؟ ليس غريبا، انتقالات اللاعبين في عالم الاحتراف تخضع للعديد من المعايير خاصة المالية منها، المهم بالنسبة لي أنني قدمت صورة مشرفة عن اللاعب الجزائري والمحلي بشكل خاص. ما هي أكبر شهادة اعتراف نلتها في فرنسا؟ تبقى شهادة بطل العالم وأوروبا مع منتخب فرنسا دافيد تريزيغي.. التقيته صدفة، وقام بتهنئتي وتحيتي على ما كنت أقدمه مع موناكو، شهادة أعتز بها من لاعب ممتاز مثله. ستبقى في أوروبا أم ستلعب في الخليج شهر جانفي المقبل؟ لست أدري، لا أستبق الأحداث. كيف عشت عدم استدعائك للمنتخب الوطني في آخر معسكرين؟ تقلبت القرار، لا يمكن أن أنكر بأنني أفتقد للمنافسة الضرورية للتواجد مع المنتخب، لكنني سأعمل بجد لأعود في شهر مارس إن شاء الله وأشارك في التحديات المقبلة. هل شاهدت المباراتين أمام زيمبابوي وماذا كانت ملاحظاتك؟ شاهدت المباراة كاملة التي جرت في الجزائر والشوط الثاني من المباراة الثانية في زيمبابوي، المنتخب لعب بشكل جيد، والأمر نفسه في المباراة الثانية ومن يرى العكس أدعوه لخوض تجربة اللعب في أدغال إفريقيا ومواجهة ظروفها الصعبة، خاصة أمام منافس محترم مثل منتخب زيمبابوي، والأهم في كل هذا أننا ضمنا التأهل، بعد 4 مباريات فقط وحافظنا على المسيرة الطويلة دون هزيمة. 22 مباراة دون هزيمة تخللها التتويج ببطولة إفريقيا للأمم بمصر، هذا يزيد من قناعتك بأن جيلكم هو الأفضل في تاريخ الكرة الجزائرية، وفقا لما صرحت به بعد الفوز في”الكان”؟ من ناحية النتائج، نعم نحن الأفضل، وبكل تواضع حققنا أمورا غير مسبوقة، أما من الناحية الفنية فلا شك بأن الأجيال السابقة كان فيها العديد من اللاعبين المميزين والكبار وبدورهم كتبوا بأحرف من ذهب تاريخ الكرة الجزائرية ويستحقون منا كل الاحترام والتقدير. بلماضي وصفك في تصريحاته الأخيرة باللاعب الهام بالنسبة للمنتخب، ما هو تعليقك؟ هذه ثمرة الاجتهاد والتعب على مدار قرابة عشرية من الزمن مع المنتخب، طموحي يبقى كبيرا لتحقيق المزيد وأن أكون هاما خلال الاستحقاقات المقبلة خاصة مع تصفيات مونديال قطر. هدفك المشاركة في مونديال قطر؟ نعم، وسأعمل جاهدا للمساهمة في الوصول إلى هذا الهدف. وماذا عن الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة مع المنتخب والذي هو بحوزة حفيظ تاسفاوت؟ هذا أيضا تحد، لازلت أطمح لتجاوزه. لم تشاهد الشوط الأول من مباراة زيمبابوي – الجزائر، لكن أكيد شاهدت هدف رياض محرز؟ طبعا، هدف جميل، لكن ربما لم يكن لدي نفس رد فعل عدد كبير من المتتبعين.. فأنا لم أستغرب ماذا فعل، لأنني ببساطه لعبت إلى جانبه وأعرف ما يمكنه أن يفعل، بالنسبة للاعب بمهاراته فالتسجيل بتلك الطريقة، أمر عادي جدا. بما أنه صديقك، هل يمكن لك أن تفسر لنا ما يحدث له في مانشستر سيتي، ولم هذا التباين بين مستواه مع فريقه وما يقدمه حاليا مع المنتخب؟ رياض يلعب في واحد من أكبر الأندية في العالم ويجاور عددا من أفضل اللاعبين في العالم، المنافسة شديدة على منصبه والضغط كبير. رياض لاعب كبير بكل المقاييس، لا اختلاف على ذلك في فريقه أو في المنتخب. قبل شهر أثرت ضجة بتصريحك حول اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يرفضون اللعب للمنتخب، وقلت بأن الحديث عنهم هو قلة احترام للمنتخب الحالي، لمن كان كلامك موجها؟ الكلام موجه لكل من يفعل ذلك مهما كان موقعه، من غير المعقول أن نبقى نتحدث عما يفعله لاعب مغترب اختار تمثيل بلد غير الجزائر، هل شاهدتم في فرنسا يتحدثون عما يفعله اللاعبون الذين فضلوا اللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية؟ أبدا.. نحترم خيار هؤلاء، هو خيار رياضي تقف وراءه اعتبارات أخرى.. كما أنني لا أتقبل أيضا الإساءة لهم بعد اختيارهم للعب لمنتخب فرنسا، لا يمكن لهؤلاء أن يطلعوا على خفايا القلوب، ربما هم أكثر تعلقا بالجزائر من الذين انتقدوهم. ربما الصور المتداولة لبن العمري مع عوار في تدريبات ليون تؤكد كلامك؟ صحيح، كما قلت لكم، لربما عوار وفكير وآخرون يحبون الجزائر أكثر من الذين انتقدوهم، كما قلت علينا أن نحترم خيارهم وعلينا بالمقابل أن نكف عن الحديث رياضيا عنهم، عوض ذلك وجب التركيز على لاعبينا والحديث عن عطال وبوداوي وعما يفعله بن سبعيني هذا الموسم، ما شاء الله عليه، رامي.. لاعب يشرف الكرة الجزائرية واللاعب المحلي، ويقدم مستويات عالية مع فريقه في ألمانيا ومع المنتخب. كلمة أخيرة لفريقك السابق شباب بلوزداد الذي توج مؤخرا بالكأس الممتازة؟ تابعت المباراة وكنت سعيدا جدا بهذا التتويج الجديد.. الشباب فريق عريق وكبير وهذه هي مكانته الحقيقية، المنافسة والتتويج بالألقاب، أتمنى لهم المزيد من التألق في قادم المواعيد والبداية برابطة الأبطال الإفريقية.