شرع كوادر في حزب جبهة التحرير الوطني في تحرك ضد الأمين العام للحزب أبو الفضل بعجي، إثر استقباله للسفير الفرنسي بالجزائر في ظرف تعيش فيه علاقات البلدين توترا واضحا. واستفيد من أعضاء في اللجنة المركزية، أن شبكات المعارضة الداخلية في الحزب انتعشت من جديد لإضعاف بعجي والخروج بموقف حاسم ضد موافقته على استقبال سفير فرنسا الأسبوع الماضي بمقر الحزب، رغم القناعة أن الاستقبال ما كان ليتم لولا وجود ترخيص صريح من الرئاسة ووزارة الخارجية. وأدى فتح مقر الحزب للسفير الفرنسي، إلى موجة من الانتقادات لقيادة الحزب صدرت عن كوادر في الجبهة ومن أحزاب أخرى، فيما دافع المكتب السياسي عن القرار، مؤكدا أن اللقاء كان بطلب من الدبلوماسي الفرنسي بعد عدة تأجيلات. ويسعى خصوم بعجي لاستغلال "حادثة الاستقبال" لشحن قواعد الحزب الغاضبة من خياراته وقراراته الانتقامية، وأحدثها فصل قياديين من اللجنة المركزية، هما الربيع جلايلية والطاهر قايس من عضوية اللجنة المركزية للحزب، وإبعاد محمد العيد تلالي من عضوية اللجنة الانتقالية لمحافظة ورقلة. وطالب قيساري محمود عضو مجلس الأمة عن ولاية الأغواط، في منشور له، بعقد اجتماع موسّع لأعضاء اللجنة المركزية وممثلي الحزب في البرلمان ل "دراسة الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة"، معتبرا أن خطوة أبو الفضل بعجي "تعد انقلابا مكتمل الأركان على كل مبادئ جبهة التحرير وانحرافا واضحا على الخط الوطني الأصيل". ويواصل بعجي رغم فقدانه دعم بعض رعاته في المكتب السياسي، حملته لإبعاد مسؤولي محافظات، بمن فيهم تلك التي ساعدته لتولي منصبه، حيث أصدر هذا الأسبوع قرارات تتضمن حل مكاتب بعض المحافظات وتشكيل لجان انتقالية، وتعيين رؤساء لجان انتقالية بالمحافظات وتعديل بعض مكاتب اللجان. وقال الحزب في إعلان له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، إن "هذه القرارات تهدف إلى معالجة بعض الاختلالات التنظيمية العالقة منذ عدة سنوات، وإلى تصحيح عدد من الوضعيات التنظيمية التي تخالف القانون الأساسي والنظام الداخلي، وفتح الباب للشباب والكفاءات وإدماجهم في هياكل الحزب"، ومست قرارات الحل محافظات درارية والشراقة بالعاصمة.