مرت، أمس، الذكرى العاشرة لرحيل صحفي ورئيس تحرير يومية "الخبر" السابق عثمان سناجقي رحمه الله. وهو أحد مؤسسي الجريدة سنة 1990. ولد سناجقي عام 1959 بخميس الخشنة، التي قضى فيها سنوات دراسته الأولى، قبل أن ينتقل إلى البليدة، ليكمل مساره الدراسي حتى نيله شهادة البكالوريا. درس بعدها بمعهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية، لكنه التحق بعالم الصحافة، وعمل في جريدة "الشعب"، بعد أن اجتاز المسابقة واحتل المرتبة الأولى. استمر سناجقي في العمل في يومية "الشعب" إلى أن تم فتح المجال الإعلامي سنة 1989، فخاض رفقة مجموعة من الصحفيين الشباب من الذين كانوا يؤمنون بصحافة مختلفة عن صحافة الحزب الواحد، تجربة الصحافة المستقلة، فأسسوا جريدة "الخبر" التي صدر عددها الأول في الفاتح من نوفمبر سنة 1990، فكانت بمثابة خطوة تاريخية لوضع الصحافة الجزائرية على مسار مهني مختلف. عمل سناجقي رئيسا للقسم الدولي، قبل أن يلتحق برئاسة تحريرها كنائب للراحل عمر أورتيلان، ثم رئيسا للتحرير إلى أن وافته المنية سنة 2010. رفع عثمان التحدي، خلال سنوات ترؤسه تحرير الجريدة، بكل إخلاص، فوصل عدد سحبها إلى أكثر من ستمائة ألف نسخة. ما يزال الصحفيون الذين عملوا مع سناجقي، خلال تلك السنوات، التي شهدت ميلاد الصحافة المستقلة، يتذكرون قدرته على ترك قناعاته وإيديولوجيته جانبا، وتوفير جو من حرية التعبير والمهنية، والتحلي بالموضوعية، من أجل النجاح والوصول بالجريدة إلى القمة. نشهد له اليوم، وذكراه راسخة في الذاكرة لا تنمحي أبدا، وبعد مرور عشر سنوات على رحيله المفاجئ، وهو في سن الواحدة والخمسين عاما، أنّه هو من كان يمدُ الجيل الأول من صحفيي "الخبر" بتلك القدرة الفائقة على تحمّل عبء مهنة الصحافة، حين يراه زملاؤه يكدّ يوميا في مكتبه، يعمل أكثر من غيره، أكثر من عشر ساعات عملا في اليوم، ولا ينال سوى قسط يسير من الراحة. كانت له ثقة كبيرة في الصحافيين الجادّين، فيطلب منهم مزيدا من التفاني في العمل، فكانوا يستجيبون، وهم يرون تفانيه بأم أعينهم. اليوم، وبعد مرور عشر سنوات عن هذا الرحيل المؤلم، ستبقى ذكرى عثمان سناجقي راسخة في أذهان زملائه الصحفيين، وفي أذهان القراء الذين كان شديد الاهتمام بمشاغلهم. إذ يحتفظ من عرف وعمل مع سناجقي عن قرب، أنّ همه الوحيد والكبير كان إيصال الجريدة إلى تلك الجزائر العميقة، في أقصى منطقة ممكنة، حيث توجد معاناة البسطاء من الناس، الذين إذا جاؤوا إلى مقر الجريدة، فتح لهم الأبواب واسعة وتركهم يدخلون.