وصف رئيس مجلس الدولة في ليبيا، خالد المشري، ما حدث أمس الثلاثاء في طرابلس ب "المأساوي"، داعيا رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا بتقديم استقالته، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بقبول التغيير. وأكد المشري، في تصريحات مع قناة ليبيا الأحرار، أن البلاد تشهد مرحلة مفصلية، مضيفا أن حكومة الوحدة الوطنية لا تستطيع إجراء الانتخابات لأن نفوذها مقتصر على طرابلس وبعض المدن. واتهم حكومتي باشاغا والدبيبة بأنهما لا تريدان الذهاب للانتخابات حتى بعد خمس سنوات، مؤكدا أنه "لا يمكن إجراء الانتخابات دون موافقة جميع الأطراف الليبية". وشدد المشري على أن الحل في ليبيا هو بالتوافق على قاعدة دستورية وحكومة محايدة مصغرة هدفها إجراء الانتخابات فقط، لافتاً إلى أنه في حال حصول ذلك فسيقبل الدبيبة تسليم السلطة. يأتي ذلك بعدما شهدت العاصمة الليبية طرابلس، أمس الثلاثاء، "اشتباكات مسلحة بعد وصول رئيس الحكومة المكلف من البرلمان، فتحي باشاغا إلى المدينة". وبعد اندلاع الاشتباكات، غادر باشاغا والوزراء، وفقا لبيان الحكومة، "حرصا على أمن وسلامة المواطنين وحقنا للدماء وإيفاءً بالتعهدات التي قطعتها الحكومة أمام الشعب الليبي بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفقا للقانون". وتشهد ليبيا أزمة سياسية متصاعدة في نزاع بين حكومتين، واحدة برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، التي منحها البرلمان المنعقد في طبرق أقصى شرق البلاد ثقته، في مارس/ أذار الماضي، والثانية حكومة الوحدة الوطنية المنبثقة من اتفاقات سياسية رعتها الأممالمتحدة، قبل أكثر من عام، ويترأسها عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض تسليم السلطة، إلا عبر انتخابات. وحتى اللحظة لم يتم الاتفاق على تاريخ جديد لإجراء انتخابات في البلاد، بعد فشل إجرائها في 24 ديسمبر عام 2021، واعتمد مجلس النواب خارطة طريق تتضمن إجراء الانتخابات في مدة لا تتجاوز 14 شهرا من تاريخ التعديل الدستوري.