قالت صحيفة "لارازون" الإسبانية إن "الجسور السياسية محطمة" بين الجزائرومدريد ولا توجد أي مؤشرات في الأفق عن قرب انفراج الأزمة بين البلدين. وترى الصحيفة ذاتها أن موقف الجزائر "لن يتغير حتى تغير إسبانيا موقفها من قضية الصحراء الغربية". كتبت الصحيفة الإسبانية أن الأزمة ستدخل شهرها السادس من "العقوبة التجارية وثمانية أشهر من الأزمة الجزائرية الإسبانية"، إلا أنه ليس هناك، حسب نفس الصحيفة، "ما يشير إلى أن السلطات الجزائرية تفكر في تخفيف العقوبة ضد إسبانيا". هذه الخلاصة التي توصلت إليها "لارازون" لا تعود فقط إلى استمرار غياب سفير للجزائر في مدريد، بعد قرار الرئاسة الجزائرية سحبه منذ 19 مارس الماضي وإنما أيضا لوجود محطات أخرى لم تذكرها الصحيفة ولكنها تؤشر على أن الأزمة مستمرة ما لم تغير حكومة بيدرو سانشير من سقطتها التاريخية في قضية الصحراء الغربية. وما وصفته صحيفة "لارازون" ب"الجسور السياسية المحطمة" بين البلدين تمت ملاحظته في قمة باريس للسلام التي شارك فيها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة وكان حاضرا فيها وزير الخارجية الإسباني خوليو ألباراس، لكن لم يكن مطروحا فيها ولا مرتقبا أي لقاء بينهما ولو حتى بروتوكولي، رغم أن مثل هذه اللقاءات متعددة الأطراف عادة ما تحدث فيها أشياء على الهامش كتبادل الابتسامات أو حتى المصافحة، وفي ذلك مؤشر على أن الجزائر مصممة ومقتنعة بسلامة موقفها وغير مستعدة للإقدام على أي خطوة طالما لم تغير مدريد من سياستها إزاء قضية الصحراء الغربية. وقبل ذلك كانت قمة المناخ في القاهرة مناسبة التقى فيها الرئيس تبون مع رئيسة الحكومة الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني وروما تعد شريكا مهما للجزائر، كما التقى أيضا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن لم يكن بيدرو سانشير الذي كان حاضرا في قمة شرم الشيخ ضمن أجندة هذه المواعيد، وهو الذي أعرب قبل شهر، خلال لقائه مع المستشار الألماني في برلين، عن رغبته "يسعدني أن أكون الشخص الذي يذهب إلى الجزائر"، وهي الرسالة التي لم يأته الرد عليها إلى الآن، ما جعل الصحيفة الإسبانية تقول إن "عقوبة الجزائر لخدعة سانشيز متجذرة"، مبرزة في هذا السياق أنه "بعد خمسة أشهر من انهيار معاهدة الصداقة، لا تزال التبادلات معطلة ورجال الأعمال "يائسين"، في إشارة إلى الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الإسباني. وكطريقة منها للتأكيد أن الأزمة مع إسبانيا ليست على طاولة السلطات الجزائرية، نقلت صحيفة "لارازون" عن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كومبلوتنسي، رافائيل بوستس، قوله "في الأشهر الأخيرة، كرست الجزائر لعقد قمة جامعة الدول العربية وتقدمت الآن بطلب لعضوية البريكس وتحسنت العلاقات كثيرا مع فرنسا". وحسب نفس المتحدث فإن "الشعور هو أنه على الرغم من بعض الإيماءات من إسبانيا، مثل إيماءة ريما (الفتاة الجزائرية التي تم نقلها إلى مستشفى مدريد في لاباز للعلاج)، فإن الجزائر لن تتحرك حتى تغير إسبانيا موقفها من الصحراء". وتعكس هذه المعطيات لماذا يريد رئيس الحكومة الإسباني افتكاك موعد لزيارة الجزائر، للتفاوض حول إنهاء الأزمة بين البلدين قبل موعد الانتخابات التشريعية الإسبانية، حيث تتوقع استطلاعات الرأي خسارة لحزبه الاشتراكي وفوز حزب الشعب اليميني، وهو ما يعني أن مستقبل بيدرو سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية في حكم الماضي.