بعد فترة ترقب وانتظار.. وبعد ضمانات قدمها للرأي العام.. وبعد كل الدعم الذي حظي به.. جاءت نتائج انتخابات تجديد عضوية المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أول أمس، بأبيجان الإيفوارية، مخيبة لكل الآمال. مثلما يقول المثل.. يوم الامتحان.. يكرم المرء أو يهان.. وقد أهين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، جهيد زفيزف، في مؤتمر "الكاف" أمام كل الأفارقة، حين خسر "معركة" المقعد التنفيذي ل"الكاف" أمام المترشح الليبي، عبد الحكيم الشلماني، وقد جاءت النتائج صادمة، حيث نال الشلماني 38 صوتا من مجموع 54 صوتا لأعضاء الجمعية العامة، مقابل 15 صوتا للمرشح الجزائري، جهيد عبد الوهاب زفيزف، منها صوته شخصيا. ما حدث في أبيجان يكرس غياب النظرة الاستشرافية لرئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بل وعدم قدرته أصلا على ضمان "موالين" له في الانتخابات، بل هي نتائج تبرز مدى عجز زفيزف عن تحقيق الأهداف الإستراتيجية للجزائر قاريا ودوليا، بالرغم من الدعم الكبير الذي حظي به، منذ سنة كاملة على تبوئه منصب رئيس "الفاف"، فالرجل ظل يروج ل"ضمانات" مزعومة بالحصول على عضوية المكتب التنفيذي ل"الكاف"، وسوق ذلك لأعضاء الجمعية العامة ل"الفاف" وللرأي العام، وأوهم الجميع بأنه قام بعمل كبير لحشد الأصوات، قبل أن يصدمه الصندوق، أول أمس، ويكشف بأن جهيد زفيزف رئيس فاشل لا ثقل له على مستوى الكونفدرالية. وعلى خلاف من سبقوه في رئاسة "الفاف"، فإن جهيد زفيزف حظي بكل الإمكانات التي من شأنها أن تدعم مركزه وتساعده على تبوؤ المنصب، أبرزها دعم الدولة لكرة القدم، وتلك الملاعب التي تم تشييدها مؤخرا والتي احتضنت وقائع أبرز المسابقات الكروية والرياضية الكبرى، على غرار بطولة إفريقيا للأمم للمحليين وكأس إفريقيا للأمم تحت ال 17 عاما والألعاب العربية الحالية، وقبل ذلك الألعاب المتوسطية، حتى أن إطلاق اسم "نيلسون مانديلا" على ملعب براقي كانت له ارتدادات دولية، جعلت اسم الجزائر على كل لسان، خاصة أن كل التظاهرات الرياضية الكبيرة، والتي احتضنتها الجزائر في ظرف قياسي، لقيت نجاحا كبيرا. ورغم الملاعب الجديدة وتلك التي تمت إعادة تهيئتها، ورغم الإمكانات الكبيرة التي حظي بها، ودعم الدولة للأندية المحترفة من خلال "الحلول" المالية لمشاكلها عن طريق الشركات العمومية، ورغم دعمها لترشحه (زفيزف) لمنصب عضو المكتب التنفيذي ل"الكاف"، إلا أن جهيد عبد الوهاب زفيزف لم يقو على حشد التأييد، وبقي يتفرج من مقعده في الجمعية العامة ل"الكاف"، بجانب نائبه عز الدين أعراب والأمين العام منير دبيشي، على خسارته المذلة أمام مرشح ليبي، سبقه في حشد الأصوات والتواصل مع أعضاء الجمعية العامة ل"الكاف" بخطاب يوم 31 مارس 2023 مكتوب بأربع لغات. ولأن جهيد زفيزف هو الذي "نسي" تسجيل المنتخب النسوي، وهو الرئيس الذي أقام "ثورة" لتجريد عمارة شرف الدين من عضوية لجنة "الشان"، وهو الرئيس الذي أخفقت معه المنتخبات الوطنية ما بين جويلية 2022 وجويلية 2023، وهو الرئيس الذي لم يستثمر أصلا في تواجد أعضاء الجمعية العامة ل"الكاف" في الجزائر في مناسبتين، هما "الشان" وكأس إفريقيا تحت ال 17 عاما، ولأنه أيضا الرئيس الذي وجد طريقا أمامه معبدا لتحقيق الهدف من خلال الدعم الكبير، فإنه الرئيس المسؤول، بأعضائه وبمقربيه، عن الإخفاق الذي قضى على جهد سنوات، ووجب عليه الرحيل وبأسرع وقت، ليس عن الاتحادية، بل عن المنظومة بكاملها. لقد كشفت نتائج انتخابات تجديد عضوية "الكاف" بأن الجزائر ترشحت بمن يفتقد لكل المواصفات التي تضمن تبوؤ أي منصب، ربما أن هذا الإخفاق سيدفعنا إلى مراجعة حساباتنا في المستقبل.. إنما الأكيد ليس بشخص فاقد لأدنى الشروط وهي أدوات التواصل التي جعلت زفيزف، للأسف، "يبدع" في الإخفاق.