لم يكن أنصار الخضر الذين توافدوا من الساعات الأولى للصباح على مطار جنيف الدولي ينتظرون الطريقة التي غادر بها المنتخب الوطني المطار والتي اعتبروها قلة احترام لهم وهم الذين كلفوا أنفسهم عناء التنقل من عديد المدن السويسرية إلا لرؤية اللاعبين والتقاط بعض الصور التذكارية معهم، إلا أن بقاءهم أمام قاعة الوصول لساعات باء بالفشل وعادوا أدراجهم وهم في قمة الغضب من تصرف الفاف التي حمّلوها المسؤولية. أنصار قطعوا 800 كلم لرؤية اللاعبين رغم أن العديد من محبي الخضر جاؤوا من المدن المجاورة لفرنسا على غرار ليون، شومبيري وغرونوبل من أجل أخذ صور تذكارية مع اللاعبين، كما أن هناك من قدم على بعد 800 كلم غير أنهم منعوا من هذه الفرصة التي لم يكونوا يتوقعونها أبدا أن تتبخر، خاصة أن قدوم المنتخب الوطني في 2010 كان جد عادي وغادروا من المكان الذي يغادر منه جميع المسافرين. اعتبروا التصرف إهانة لهم وبعض الأطفال ذرفوا الدموع أكثر ما أثر فينا هي صورة الأطفال الذين جاؤوا خصيصا لرؤية لاعبيالمنتخب الوطني، إلا أن عدم رؤيتهم جعلهم يذرفون الدموع في صورة تأثر لها بقية الأنصار الذين اعتبروا مثل هده التصرفات ليس لها أي معنى بما أنهم جزائريون وكان هدفهم فقط أخذ صور مع اللاعبين وليس أمرا آخر. حكيم مناصر قدم من ليون: «من يحسبون أنفسهم فبيلي وبلاتيني ونجوم كبار غادروا من هنا» عدم قدرة الأنصار على مشاهدة اللاعبين خاصة الذين بقوا في الانتظار لأكثر من أربع ساعات جعلهم في قمة الغضب معتبرين أن ما حدث لم يسبق حدوثه، فنجوم كبار جدا لا تقارن بنجوميتهم بنجومية لاعبين مغمورين، فبيلي وبلاتيني يخرجون مع بقية المسافرين ويأخذون صورا تذكارية مع الجميع بابتسامة عريضة. ما قاموا به من احتفالات تبخر مع وصول الطائرة قدوم الأنصار الجزائريين إلى مطار جنيف الدولي لم يكن عاديا، حيث خلقوا أجواء جد رائعة في بهو المطار وسط زغاريد النساء اللواتي رافقن أزواجهن وأولادهم، مرددين أغاني المنتخب الوطني، حيث دوت «وان تو ثري» أرجاء المطار تحت أنظار العديد من المسافرين ومن جنسيات مختلفة، إلا أن كل ما قاموا به تحت فرحة رؤية اللاعبين تبخر بمجرد أن علموا أن حافلة الخضر غادرت من الباب الخلفي للمطار وهو ما أغضبهم كثيرا واصفين إياهم بأبشع النعوت ولو أن اللاعبين ليسوا مسؤولين عن هذا بل الفاف. استنكار كبير لدى الوفد الإعلامي من خرجة الفاف رغم أن رجال الإعلام الجزائريين تنقلوا خصيصا من الجزائر لتغطية اللقاءين الوديين إلا ما قامت به الفاف يعد إهانة من جملة الإهانات التي لحقت بهم من قبل، فبعد أن رفضوا السماح للزملاء بالجزائر الحديث مع اللاعبين، قاموا بنفس الشيء مع الوفد الإعلامي هنا في سويسرا في تصرف يبقى مقتصرا فقط على الجزائر في الوقت أن منتخبات ألمانيا والبرازيل وكبار العالم يغادرون أمام الأنصار، فربما تحصلنا من قبل على كأس العالم ونحن لا نعلم بذلك؟