قبل أيام قليلة علّق أنصار جمعية الخروب لافتة وسط المدينة كتبوا عليها "الله-لايسكا- معمر وبس" ويقصدون باسم معمر رئيس النادي معمر ذيب الذي قاد الفريق إلى ضمان البقاء رغم أنّه أمسك مقاليد الإدارة في منتصف الطريق في الوقت الذي كانت "لايسكا" أحد أكبر الفرق المهددة بالسقوط. لست هنا للحديث عن ما حققه الرجل ولكن لما جاء في تلك اللافتة المقتبسة كلماتها من العبارة الشهيرة لأنصار الزعيم الليبي معمر القذافي والتي اكتشفها العرب وكل العالم على خلفية الصراع الدائر عند الجيران، حيث تطالعنا الفضائيات الليبية يوميا بأنصار صاحب الكتاب الأخضر وهم متجمهرون ويهتفون "الله- ليبيا- معمر وبس" في إشارة إلى تضامنهم مع زعيمهم الذي أصبح مطلوب دوليا. إقتباس أنصار الفرق الجزائرية شعارات الثورات العربية لم يقتصر على أنصار الفريق الخروبي، فقد غنّى السنافر مطولا قبل الداربي القسنطيني "السنافر يريدون إسقاط الموك"، وذلك اقتداء بالعبارة الشهيرة للمتظاهرين التونسيين أيام ثورة الياسمين "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهي العبارة التي تبناها المتظاهرون في كل الدول العربية فيما بعد، كما أعاد أنصار مولودية وهران نفس العبارة عشية مواجهتهم لوداد تلمسان، وعلّق أنصار الموك لافتة عملاقة في مقر الفريق كتبوا عليها "الأنصار يريدون إسقاط عائلة مدني الحاكمة"، وقد تكرر معنى هذه العبارة عند أنصار الكثير من الفرق من الشرق والغرب والوسط وحتى الجنوب، والأكثر من ذلك هو التعاليق الكثيرة الصادرة بعد سفر المدرب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة من المغرب مباشرة إلى فرنسا عقب الخسارة المذلة للخضر في مراكش، والتي جاءت كلها تحت عنوان " بن شيخة هرب" وهذا على وزن صرخة المواطن التونسي "الزين هرب" وذلك بعد هروب الرئيس التونسي إلى السعودية. ثورات الجمهور الرياضي الجزائري وإن كانت عفوية أو من باب المزاح، فإنّها في الحقيقة تعكس حال كرة القدم الجزائرية التي تعيش حالة تعفن متقدمة، وبحاجة إلى ثورة حقيقية وليس إلى مجرد شعارات، فإذا كانت الشعوب العربية تريد إسقاط الأنظمة، فإن الشارع الرياضي الجزائري يريد إسقاط الرؤوس المتعفنة التي تحكم بدواليب كرة القدم عندنا، والتي للأسف الشديد بدل أن يوعيها الاحتراف أصبحت تعتقد أنّ النوادي ملكية شخصية يفعلون بها ما يشاؤون، ولكن مادام الأمر لم يدم لزين العابدين ومبارك والقذافي وصالح والأسد وغيرهم، فبالتأكيد لن يدوم لأحد ولو من غير ثورات. زواوي شعيب هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته