اعترف وزير الخارجية الامريكي جون كيري، أمس، بصعوبة مهمته في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس". ووصل كيري أمس، الى الكيان الإسرائيلي المحتل في إطار جولته الشرق أوسطية بعد محطة العاصمة المصرية في مسعى أمريكي للتوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وإذا كان رئيس الدبلوماسية الامريكي، اعترف بتحقيق بعض التقدم في هذه التحركات إلا انه أكد وجود عقبات حالت إلى حد الآن دون تجسيد ذلك ميدانيا وأن "عملا كبيرا مازال ينتظرنا". ووصل كيري إلى إسرائيل، حيث التقى بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جدد له التأكيد على موقفه الرافض لكل وقف لإطلاق النار ما لم توقف حركة المقاومة الإسلامية إطلاق صواريخها وإلى غاية تمكنها من تدمير الأنفاق السرية التي اعتبرتها خطرا محدقا بأمنها. والتقى كيري أمس، بمدينة رام الله بالضفة الغربية بالرئيس محمود عباس، لنفس الغرض في نفس سياق مهمة الأمين العام الاممي بان كي مون، الذي حل هو الآخر بإسرائيل وأبدى لأول مرة تفاؤله بإمكانية التوصل إلى هدنة وقال "إننا نعمل من أجل توحيد جهودنا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ويجب أن نسرع في ذلك لأنه ليس لدينا وقت نضيّعه"، في إشارة إلى المذبحة التي تواصل القوات الإسرائيلية اقترافها في حق المدنيين الفلسطينيين. وفي تطور مفاجئ في موقفها إزاء هذه المسألة، أكدت حركة حماس أنها وافقت على عرض لإعلان تهدئة خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى المنطقة إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك. وأكد سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس أن العرض نقل إلى الحركة عبر مبعوث الأممالمتحدة للسلام في الشرق الأوسط روبرت سري، وقد وافقت عليه بينما رفضه نتنياهو. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أمس، على توصلها إلى اتفاق من أجل إيقاف المعارك في منطقتين في قطاع غزة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والطبية للسكان الفلسطينيين وخاصة إجلاء المصابين في المجازر التي تعرض لها حي الشجاعية منذ أربعة أيام وحي خزاعة في جنوب قطاع غزة. وسبق لحركة حماس أن وافقت على عدة مقترحات للجنة الدولية للصليب الأحمر، لإعلان تهدئة إنسانية "إلا أن الاحتلال رفضها. ولا يستبعد أن تكون العقبات التي أشار إليها جون كيري، على علاقة بتأييده للمبادرة المصرية التي رفضتها حركة المقاومة الإسلامية، واشترطت لقبولها إضافة مطالب تخص رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. وتكمن إشكالية التوصل إلى هذه الهدنة لكون الولاياتالمتحدة تريد من حماس قبول المبادرة المصرية قبل التفاوض حول سبل تطبيقها وهي المقاربة التي رفضتها حماس، وأكدت أنها لن تقبلها ما لم يضف إلى نصها البنود الثلاثة السالفة الذكر. بينما تصر حكومة الاحتلال من جهتها على تجريد حماس من أسلحتها ووقف إطلاق الصواريخ وتدمير الأنفاق السرية. وجاءت هذه التحركات في وقت قاطعت فيه شركات الطيران العالمية المطارات الإسرائيلية على خلفية الطارئ الأمني الذي فرضته المقاومة الإسلامية على الوضع العام في إسرائيل. وأوقفت مختلف شركات الطيران العالمية رحلاتها الى مطار بن غريون الدولي في تل أبيب، بعد سقوط صاروخ فلسطيني على مقربة من هذا المطار. وأثار هذا القرار سخط الحكومة الإسرائيلية كونه أول قرار من نوعه تتخذه هذه الشركات منذ حرب الخليج الثانية سنة 1990. وطالب نتنياهو من وزير الخارجية الامريكي، إلغاء هذا القرار الذي أكد له أنه يدخل فقط في إطار ضمان أمن المواطنين الأمريكيين، نافيا أن يكون طريقة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وقبول وقف لإطلاق النار. وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها للأحياء السكينة في مدن قطاع غزة لليوم السابع عشر على التوالي خلف أمس، استشهاد أكثر من 30 فلسطينيا أغلبيتهم من الأطفال. وكانت آخر عملية قصف خلفت أمس، استشهاد خمسة فلسطينيين في شمال قطاع غزة مما رفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على مختلف مدن القطاع الى 660 شهيدا وأكثر من أربعة آلاف مصاب. وكان خمسة فلسطينيين من بينهم طفلان استشهدا صباح أمس، في قصف مدفعي لدبابات إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة.