كان أمس رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم، محفوظ قرباج، الشخصية الثانية التي استضافها منتدى الصحافة الرياضية بعد رئيس الفاف، محمد روراوة، قبل انطلاق البطولة الاحترافية برابطتيها الأولى والثانية لحساب الموسم الجديد 2014 /2015، وقد سعى قرباج في الندوة الصحفية التي نشطها بقاعة المحاضرات لملعب 5 جويلية إلى تقديم إجابات وافية عن أسئلة الصحافيين التي كانت محاورها تدور حول حيثيات البطولة الاحترافية القادمة. وكانت مسألة تسقيف أجور اللاعبين في البطولة الاحترافية أول نقطة أجاب عن خلفياتها رئيس الرابطة الوطنية، محفوظ قرباج، الذي ألح في كلامه على أن تسقيف الأجور لا يستند إلى ضوابط قانونية بل كان ثمرة اتفاق حصل بين الرابطة والأندية، لكن قرباج حمل هذه الأخيرة مسؤولية الخروقات التي وقعت في هذا الاتفاق واعتبر أن الرابطة لا تتحمل تبعاتها، علما أن علاوات الإمضاء لكثير من اللاعبين الذين جددوا عقودهم مع أنديتهم أو انضموا إلى أندية أخرى تجاوزت مبلغ 120 مليون سنتيم الذي حددته الرابطة بالاتفاق مع هذه الأندية. وقد أقر محفوظ قرباج أن المبالغ التي تم دفعها إلى اللاعبين من طرف بعض النوادي كانت غير معقولة وسماها ب«الجنونية"، وتمنى منشط الندوة أن لا يشتكي اللاعبون إلى الرابطة لما يشعرون أن أنديتهم أهدرت حقوقهم وأن لا يتأثر العمل اليومي للجنة النزاعات التابعة للرابطة الوطنية من هذه المشاكل. لسنا سلطة ضبط قضائي ولا مصلحة ضرائب بالنسبة لقرباج، فإن الرابطة لا تمثل سلطة الضبط القضائي أو مصلحة الضرائب في مسألة تسقيف أجور اللاعبين، وتابع "صحيح أننا نستقبل عقودا ممضية من طرف الأندية ولاعبيها، ونحترم بنود الاتفاق الحاصل بيننا وبين الأندية حول هذه المسألة لكن تسقيف الأجور ليس من مسؤولية الرابطة، إلا أن هناك تطورا ملحوظا في هذا الجانب كون بعض الأندية أصبحت تقنن تسقيف الأجور عن طريق تسجيلها في البنوك، وهذا شيء إيجابي سيساعد على تجاوز المشاكل التي قد تحدث بين الطرفين في أعقاب إمضاء العقود". سنضع رزنامة تحترم المواعيد الدولية كما كان ضبط برنامج رزنامة البطولة في الرابطتين الأولى والثانية محل توضيحات من محفوظ قرباج الذي قال في هذا الشأن إن هيئته ستحاول الالتزام بوضع رزنامة تحترم المواعيد الدولية التي تشارك فيها الأندية والفريق الوطني، وذكر في هذا الشأن أن الجولة الرابعة من الرابطة الاولى ستجري يوم 4 سبتمبر، أي بعد يومين فقط من مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الإثيوبي لحساب تصفيات كاس أمم أفريقيا 2015، فضلا عن أن الرابطة ستلتزم بتوقيف المنافسة خلال أطوار هذه المنافسة الإفريقية التي ستحتضنها المغرب ابتداء من 3 جانفي، إلا أن قرباج قال إن الفرق التي لها أقل من ثلاثة لاعبين في صفوف الفريق الوطني ملزمة بلعب مباريات البطولة مثلما تنص على ذلك قوانين الاتحادية الدولية لكرة القدم. المباريات المحلية لن تجرى في ملاعب محايدة كما كانت مسألة تحديد الملاعب التي تجري فيها المباريات المحلية من بين المسائل التي أجاب عنها رئيس الرابطة بكثير من الوضوح، حيث قال إن الرابطة الوطنية قررت أن الفريق المستضيف هو الذي يستقبل منافسه على أرضية ميدانه بمعنى أن المباريات الودية لن تجرى في ملاعب محايدة مثلما كان يحدث في السابق، ووجه رئيس الرابطة في هذا الشأن نداء إلى جميع النوادي وطالبها بالتعقل وضرورة تفهم الأمور عندما يتعلق الأمر ببرمجة "الداربيات" التي قال عنها إنها لا تخضع في بعض الحالات إلى ضوابط قانونية واضحة لا يمكن للربطة الوطنية الالتزام بها، وأن لهذه الأخيرة الصلاحيات الكاملة لتعيين إجراء المباريات الودية في حالة وقوع إشكال، ودائما في نفس السياق أشار محفوظ قرباج إلى أن الهيئة التي يرأسها ستواصل عملية معاينة الملاعب التي لم تستوف شروط استقبال المباريات الرسمية، وذكر في هذا الصدد ملعب أول نوفمبر بالمحمدية الذي يستقبل فيه اتحاد الحراش منافسيه وملعب الاربعاء "إسماعيل مخلوف"، موضحا أن الرابطة الوطنية فرضت على الناديين إضافة مدرجات أخرى من أجل توسيع سعة استقبال المتفرجين في الملعبين المذكورين، حيث تجري الأشغال فيهما، بالإضافة -كما قال- إلى ملعب 20 أوت الذي يتم تجديد أرضية ميدانه، وأضاف قرباج إلى هذه الملاعب المنشآت الرياضية الثلاثة، ملاعب اتحاد بلعباس الصاعد الجديد إلى الرابطة الاولى وملعب شباب تاجنانت الذي حقق هو الآخر الصعود إلى الرابطة الثانية وملعب براكني بالبليدة، قائلا أنه تجري فيها أشغال لإضافة مدرجات للجمهور، وخلص قرباج إلى القول في هذا الشأن بأن الرابطة الوطنية لن ترفع تحفظاتها عن كل هذه الملاعب إلا بعد أن تستوفي شروط استقبالها للمنافسة الرسمية، كما ذكر قرباج أن الرابطة الوطنية الاحترافية لها الحق في منع أي فريق من المشاركة في البطولة إذا لم يستوف بعض الشروط القانونية مثل عدم التزامه بدفع ديونه. ومن جهة أخرى، أبدى محفوظ قرباج موقفا واضحا فيما يتعلق بتأهل اللاعبين للموسم الجديد عندما قال "الرابطة الوطنية لن تتراجع عن تاريخ 31 جويلية الفارط والخاص بتحديد فترة انتهاء قبول إجازات تأهل اللاعبين مثلما حدث مع اتحاد الحراش الذي تجاوز الفترة المذكورة لتأهل لاعبه المالي باكايوكو، وقد حاولت الرابطة مساعدة النادي الحراشي في هذا الشأن، حيث طلبت من رئيسه محمد العايب إرسال ورقة إجازة اللاعب المالي عن طريق البريد الالكتروني قبل منتصف الليل الذي سبق انتهاء الفترة القانونية للإجازات، لكنه لم يفعل ذلك"، وفي نفس السياق، كذب محفوظ قرباج الأخبار التي جاء فيها أن اللاعب الجديد لمولودية الجزائر الغيني سيلا تحصل على إجازته بعد مرور تاريخ 31 جويلية، قائلا إن مثل هذا الأمر لم يحدث بتاتا على مستوى الرابطة الوطنية، وأوضح أن إجراء تغييرات في القوانين الخاصة بتأهل اللاعبين لن تحدث إلا عن طريق الجمعية العامة للرابطة الوطنية. وألح قرباج، من جهة أخرى، على ضرورة التزام النوادي المحترفة بالقوانين التي تفرض عليها إدماج ما لا يقل عن سبعة لاعبين من فئة الآمال ضمن فئة الأكابر مع إشراكهم في مباريات البطولة، موضحا أن هيئته ستفرض غرامات مالية على النوادي التي تخالف هذه القوانين، وتأسف قرباج لعدم وجود أية أهمية لهذا الموضوع لدى بعض رؤساء الأندية، قائلا أن هذا الأمر له علاقة مباشرة بتطور الكرة الجزائرية بالدرجة الاولى، فكيف لهذه الأندية أن تتجاهل هذا الأمر؟ وعن مشاركة الأندية المحترفة في المنافسات القارية والعربية، ذكر قرباج أن الرابطة الوطنية والاتحادية الجزائرية لكرة القدم ستقفا إلى جانب الأندية المعنية بهذه المشاركات بشرط أن تلتزم بما وافقت عليه قبل خوض هذه المنافسات، علما أن كل من شباب قسنطينة ووفاق سطيف شاركا في المنافسات الإفريقية من خلال إقحام فريق ثاني من الأكابر باستثناء اتحاد الحراش الذي انسحب لأسباب مالية وأخرى لها علاقة باستحالة تعيين فريقين للمشاركة في البطولة الوطنية وفي المنافسة الإفريقية. ورد رئيس الرابطة الوطنية عن أسئلة الصحفيين الخاصة بالعقد المبرم بين هيئته والتلفزة الوطنية بخصوص نقل هذه الأخيرة لمباريات البطولة الاحترافية الأولى، فقال في هذا الشأن إن الرابطة الوطنية قدمت إلى مسؤولي التلفزة برامج نقل هذه المباريات مع مطالبتهم بتحديد المواجهات التي يجب على الرابطة تحديد جولاتها، ولا زالت التلفزة لم ترد على هذه الاقتراحات.