كُرّم الشاعر التونسي الكبير رضا الخويني، أوّل أمس، بالجزائر العاصمة، من لدن الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، بمناسبة انطلاق الملتقى العربي الثالث للأدب الشعبي، نظير مآثره وأعماله الفنية الكثيرة التي جمعته مع مبدعين جزائريين كبار يتقدّمهم مفدي زكريا، وأحمد وهبي ودحمان الحراشي وغيرهم كثيرون، وإذ غمرته السعادة والتأثّر لهذا التشريف، أعرب عن حبّه الكبير الذي لا ينتهي للجزائر. في أجواء حميمية ملأت "القاعة الحمراء" بالمكتبة الوطنية الجزائرية، إلتف مبدعون جزائريون وعرب من المشاركين في الطبعة الثالثة للملتقى العربي للشعر الشعبي حول قامة أدبية تونسية كان لها الفضل في دعم المقاومة الجزائرية إبّان الاحتلال الفرنسي، فكرّموه بدرع الجمعية مقابل نضاله من أجل الثورة الجزائرية، وما نظمه للجزائر من أشعار، حيث كتب سنة 1957 أوّل أنشودة وطنية للجزائر "أكتب يا تاريخ خلّد يا زمان" التي لحّنها مصطفى سحنون، كما تعامل مع العديد من الفنانين والملحنين الجزائريين المعروفين أمثال معطي بشير وأحمد راشدي وغيرهما. وعن التكريم، أفضى رضا الخويني ل«المساء" أنّ المبادرة "تُعدّ لفتة كريمة من ناس لهم وفاء وهم أبرار كما عهدتهم في أوّل حياتي وشبابي"، معبّرا عن حبه الكبير للجزائر، وتسلم درع التكريم من يد ممثل وزيرة الثقافة قانة ياسر عرفات. ولأنّ دورة الملتقى اختارت موضوع "المقاومة في الشعر الشعبي الجزائري والعربي"، وإلى جانب تكريم التونسي رضا الخويني، كرّمت الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي الشاعر الجزائري دحمان عيساوي، وهو من مواليد العاصمة عام 1943، وهو ملحن ومطرب لأغنية الشعبي، ويعدّ رمزا من رموز الثورة الجزائرية، وسلّمه درع التكريم الوزير الأسبق للثقافة لمين بشيشي. وفي كلمته الافتتاحية للملتقى، قال توفيق ومان، رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي المنظمة للملتقى أنّ ثورة الجزائر نموذج أسفر عن إنتاج العديد من الأشعار التي تختزل المقاومة والثورة، ووصفها بالقصائد الثائرة، وهدف الملتقى الذي يشرف على تنظيمه تذكير الأشقاء العرب بأهمية الشعر في مقاومتهم التي سكنت نصوصهم الشعرية. من جهته، نوّه ممثّل وزيرة الثقافة قانة ياسر عرفات، بالموضوع المختار والذي وجده اختيارا صائبا خاصة وأنّ الجزائر تستعد للاحتفال قريبا بالذكرى الستين للثورة التحريرية، واستعرض على الحضور مجد ثورة نوفمبر في كلمته الافتتاحية للملتقى. وتخلّل حفل الافتتاح قراءات شعرية لأصوات عربية مشاركة في الملتقى، استهلها الشاعر الجزائري عمر زيغر، ثم الشاعر المصري سامح العلي، ليتداول على المنصة كل من الشاعر الليبي محمد علي الدنقلي، والزجالين المغربيين أحمد لمسيح وعادل لطفي والطيب الهمامي، وبلقاسم بن عبد اللطيف من تونس، والمصري طارق أبو النجا وكمال شرشار من الجزائر. وقام الأمين العام للرابطة العربية للشعر وحفظة التراث الأردني، إبراهيم الرواحنة بتكريم وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، ويرأس الرابطة توفيق ومان، ومقرها سيكون بالعاصمة الأردنية عمان.