نجحت في مرافقة البطالين لاستحداث مؤسسات مصغرة، وفتحت مجالات أخرى للمرأة لولوج عالم الشغل... إنها جمعية "الإكرام" بعنابة، التي تعتبر همزة وصل بين شباب الشمال والجنوب لصناعة السياحة الصحراوية الجزائرية. أكدت رئيسة جمعية "الإكرام" بعنابة؛ السيدة ليليا لعبيدي، أنه تم الإفراج عن مشروع سياحي شباني طموح تضامني مع شباب وأطفال الجنوب بمنطقة جانت، تساهم فيه عدة جمعيات وطنية، منها العاصمة وبجاية، وعلى رأسها جمعية "الإكرام" التي تكون الأولى من حيث تقديم مبادرة فتح الحوار بين أطفال الشمال والجنوب، حيث كانت انطلاقة القافلة من عنابة لحضور فعاليات هذه التظاهرة السياحية والثقافية من 15 إلى 21 من شهر نوفمبر الجاري، وحسب السيدة ليليا، فإن المنخرطين بجمعية "إكرام"، وهم من فئة الشباب، أغلبهم من حاملي الشهادات الجامعية وآخرون طلبة يقومون بحملة تجميع الألبسة والأدوية، للتبرع بها لأطفال المناطق المحرومة بجانت، كما تقدم حسب نفس المتحدثة عدة مسرحيات خاصة بالصغار من طرف جمعية "الشهاب" بعنابة، مع تنظيم معارض وألعاب موجهة لأطفال الجنوب، وهذا يدخل في إطار تعزيز الثقافة السياحية بين ولايات الجنوب والساحل وتتزامن مناسبة هذه التظاهرة مع الاحتفالات باتفاقية حقوق الطفل، حيث سيقدم المشاركون مداخلات قيمة، منها التعريف بحقوق الطفل، إلى جانب تعريف الشباب بحوار المواطنة والتضامن. لم تغفل رئيسة جمعية "الإكرام" التطرق إلى مشروعها الطموح الذي يركز على تكوين الشباب لمعرفة الحوار الديمقراطي بين الهيئات الحكومية وغير الحكومية، والمجتمع المدني من خلال الشباب والمواطنة، في انتظار انطلاق قوافل أخرى من عنابة تشرف عليها الجمعية إلى منطقة وادي سوف. وهي فرصة حسب ليليا لتعريف الشباب على المناطق الصحراوية والعادات والتقاليد، إلى جانب حضور بعض التظاهرات الخاصة بالسياحة الجنوبية، منها المشاركة في الألعاب الرملية والدراجات النارية على الرمال، حسب محدثتنا، يزيد من الثقافة المحلية مع تفعيل مستوى الحوار الفكري وتنمية الإبداع الداخلي للشباب، خاصة المحرومين من التنقل إلى مثل هذه المناطق الصحراوية الجزائرية، نظرا لقلة الإمكانيات. وفي سياق متصل، تعمل جمعية "الإكرام" على إنجاح مشروع المجلس الاستشاري للشباب، وهو الخامس على المستوى الوطني الذي يشارك فيه الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 30سنة، حيث استفاد العديد منهم من دورات الحوار الإيجابي بعيدا عن العنف الفظي والجسدي، إلى جانب توسيع قدراتهم في الحوار مع الآخر. ويمتد نشاط جمعية "الإكرام" ليشمل عملية المرافقة للمستفيدين من الشباب، خاصة حاملي الشهادات الجامعية، لإنجاز مؤسسة مصغرة بعد الاستفادة من الآليات الثلاثة للتشغيل وهي؛ "لاكناك"، "أونجام" و"أونساج"، وفي هذا الشأن، قالت رئيسة جمعية "الإكرام"؛ بأن مرافقة الشباب أصبحت أكثر من ضرورة، لتوجيههم تحسبا لمتطلبات سوق الشغل، خاصة في مجالات الخياطة والحياكة، إلى جانب صناعة الحلويات التقليدية والزرابي، وهي تتماشى وخصوصية كل منطقة في عنابة. ولتعزيز نشاط جمعية "الإكرام" الموجهة للشباب، تم فتح ورشات خاصة لتكوين المرأة الماكثة في المنزل من أجل استحداث مؤسسة مصغرة توفر لها مورد رزق بعيدا عن التبعية الأسرية، وتردف السيدة ليليا لعبيدي، أن الجمعية "تهتم بكل المبادرات المقدمة من طرف القرويات ونساء الريف اللواتي لهن المهارة ويجدن صعوبة في صقلها على أرضية الواقع، نظرا لقلة الموارد الأولية، إلى جانب انعدام ورشات خاصة بصناعة المواد الحرفية بمختلف أنواعها.