اختارت جمعية "المشعل" للمرضى المصابين بداء السكري في ولاية الجزائر أن تتواصل مع كافة شرائح المجتمع، من خلال يوم دراسي تحسيسي حول الداء، وكيفية العناية والتكفل بالمصاب به، حيث احتضنه المركز الثقافي "عيسى مسعودي" مؤخرا، وللتعرّف على هذه الجمعية ونشاطاتها، كان لنا لقاء مع السيد محمد بوستة، رئيسها. ^ بداية ،عرفنا بتاريخ نشأة جمعية "المشعل" والأهداف التي تأسست من أجلها؟ ^^ تأسست الجمعية عام 2010، ومن الأسباب التي جعلتني أفكر في الفئة المصابة بداء السكري، أنني شخصيا مصاب بهذا الداء المزمن، وأدرك جيدا معاناة هذه الفئة، لهذا جعلنا من بين الأهداف المسطرة للجمعية؛ مساعدة المريض، وركزنا على الطفل والأشخاص المعوزين والمحتاجين للأدوية. ^ ذكرت الطفل، عدا الدواء فيما تكمن احتياجات الطفل المصاب بداء السكري للجمعية؟ ^^ عادة ما يلجأ أولياء الأمور إلى الجمعية لتكون الوسيط بينهم وبين بعض المعلمين الذين لا يتفهمون حالة الطفل المصاب بداء السكري، الذي يكون دوما بحاجة إلى الخروج من القسم للتبول، وهو أحد أعراض مرض السكري، باعتبار أن جسم المصاب يحاول التخلص من الغلوكوز غير المستخدم عن طريق البول، وغيرها من المشاكل الأخرى التي تحدث للطفل في المدرسة أو المحيط بسبب عدم الوعي والتفهم .. ^ "داء السكري وطريقة العناية والتكفل به" هو الموضوع المسطر لليوم التحسيسي، لماذا اخترتم هذا المحور تحديدا؟ ^^ قبل أن أجيب على السؤال، أود إعطاء تعريف عن كيفية الإصابة بالسكري، فلمن يجهل مرض السكري؛ هو نتيجة تعرض خلايا البنكرياس لبعض الضرر، فتعجز بذلك عن إنتاج الأنسولين الذي يحتاج إليه الجسم لإدخال الغلوكوز أو السكر إلى هذه الخلايا ومدّها بالطاقة المحولة من الطعام، ومنه القيام بوظائفها على أكمل وجه، واختيارنا للموضوع لم يأت صدفة، لكن جاء بعد تحليل ودراسة لحالة المريض والمحيطين به، ولأنني أعمل في القطاع الصحي منذ سنوات، فأنا على احتكاك يومي بالمرضى، وعلى اطلاع بمعاناتهم الجسدية والنفسية، ومعاناة الأسرة التي يتواجد بها المصاب، فداء السكري يشكل ما يشبه الأزمة للمصاب والعائلة، مما يجعلهم في حالة استنفار دائمة لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم، والأسرة التي يتواجد فيها طفل مصاب بالسكري تتضاعف واجباتها، لأن المريض لازال صغيرا وبحاجة قصوى إليها، فتشدد بذلك مراقبتها على حالته الصحية، وتقوم بتسطير برنامج خاص لتنظيم حياته اليومية بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف عن الأطفال الآخرين، وتدفعه إلى التأقلم والتعايش مع المرض، وهذا اليوم سيكون بمثابة فرصة لطرح كل الانشغالات، وإعطاء حلول للكثير من المشاكل التي تصادف المريض وأهله من طرف أهل الاختصاص.. وبالفعل ارتأينا من خلال هذا اليوم التحسيسي، جمع كل المختصين، إذ حضر مختص في الجراحة العامة، ومختص في أمراض الكلى، وخبير في التربية الصحية، وخبير في التغذية ومختص في التوعية والوقاية من الحروق لدى المصابين بداء السكري، إضافة إلى تشريف المخابر المختصة، منها مجمع ‘صيدال'، ومخبر ‘ليفسكون'، ومخبر ‘أكن'، وغيرها لعرض المنتجات وإعطاء التوضيحات والإرشادات حول كيفية تناول الدواء المعروض، والحديث عن آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال، لتعم الفائدة جميع المرضى. ^ هل من نداء؟ ^^ جمعيتنا تهدف إلى مساعدة مرضى بداء مزمن، يتطلب علاجا يوميا ومراقبة في كلّ لحظة، وعليه نتطلع إلى الكثير من المساهمات من المجتمع المدني والقطاعات التي يمكنها مدّ يد المساعدة لهذه الفئة من خلال تواصلها مع جمعية "المشعل" التي يبقى هدفها الأسمى؛ التفاف أكبر نسبة من المجتمع حولها لإعطاء يد العون للفئة الفقيرة المحتاجة التي هي في أمس الحاجة لسدّ احتياجاتها اليومية من دواء ملازم مدى الحياة.